المعيار
Volume 7, Numéro 2, Pages 106-114
2016-12-31
الكاتب : قايدي سامية .
لقد عرفت الجزائر الوقف(1) خلال مرحلة الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا على يد الفاتح عقبة بن نافع الفهري(2)، وانتشر خلال فترة الحكم العثماني في مختلف أنحاء البلاد منذ أواخر القرن15م، وحتى مستهل القرن 19م، فالأتراك كانوا متمسكين بالدين الإسلامي إذ حبسوا العديد من الفنادق والدكاكين وأفران الخبز، والعيون والسواقي والحنايا والصهاريج، وأفران معالجة الجير، هذا بالإضافة إلى الكثير من المزارع والبساتين والحدائق المحبسة، في سبيل الإنفاق على الفقراء والمستضعفين والتكافل الاجتماعي(3)، ذلك ما أدى إلى اتساع الوعاء الاقتصادي للأوقاف في الجزائر حيث أصبح يشمل الأملاك العقارية والأراضي الزراعية. وبعد الاستقلال لم تعمل الجزائر على استعادة الأملاك الوقفية، بل تواصلت عملية الاعتداء والنهب عليها عن قصد وغير قصد من قبل الأشخاص الطبيعيين والمؤسسات، كالاستيلاء على الأملاك بالجزائر العاصمة (بوزريعة، باب زوار والقصبة) وأخرى بتلمسان ومعسكر وعنابة وقسنطينة وولايات أخرى(4). تتلخص إشكالية البحث في تحديد خطورة التعدي على الأملاك الوقفية في الجزائر؟ والبواعث التي أدت إلى التعدي على هذه الأملاك بعد الاستقلال بدلا من حمايتها؟
التعدي على الأملاك الوقفية في الجزائر بعد الاستقلال