مجلة الإقتصاد الجديد
Volume 0, Numéro 0, Pages 107-127
2009-12-01
الكاتب : أحمــد جميــل .
يلعب التطور التكنولوجي دورا حيويا في حياة البشر، وتمتد آثار هذا التطور إلى كافة مناحي الحياة الاقتصادية والقانونية والاجتماعية والثقافية، والبنوك واحدة من القطاعات التي امتد إليها هذا التطور، واستفادت منه في تطوير أساليب نشاطها وابتكار خدمات جديدة لم تكن معروفة من قبل، سعيا لزيادة أرباحها، وضمانا لبقائها في ظل المنافسة التي يعرفها القطاع البنكي. ولقد ظهرت في العقود الأخيرة من القرن العشرين، مجموعة من الظواهر التي أفرزها التقدم التكنولوجي والتي تهدف إلى تحقيق السرعة في تنفيذ العمليات المالية، كالتحويل الإلكتروني للأموال، وسائل الدفع الإلكترونية وغيرها، وبظهور العولمة واتساع نطاقها، أصبحت التطورات التكنولوجية تفرض نفسها بقوة في كل المجتمعات وعلى جميع الأصعدة، فقد أصبحت لسرعة نقل المعلومات الأهمية البالغة في الحياة الاقتصادية. ومن أولى الوسائل التي أفرزها التطور التكنولوجي في القطاع المصرفي، بطاقة الائتمان، التي دخلت العمل المصرفي في بداية النصف الثاني من القرن العشرين، وتطور استخدامها وعرفت منافسة من قبل البنوك في إصدارها منذ ستينات القرن الماضي، وبالنظر إلى ما حققته من منافع للبنوك والأفراد، فقد انتشر استخدامها في دول عديدة وحققت نجاحا منقطع النظير. وفي الجزائر، وبهدف تطوير القطاع المصرفي وعصرنته شهد النظام البنكي عدة إصلاحات، إلا أن النشاط المصرفي لم يستخدم التكنولوجيا على نطاق واسع، وبالرغم من الأخذ بنظام البطاقة منذ 1989 إلا أن استخدامها لم يرقى إلى مستوى الدول الغربية – وإن كان صعب التحقيق – أو حتى بعض الدول النامية والعربية، التي عرفت تقدما في مجال استخدام البطاقات. من خلال ما سبق تتضح الفكرة الأساسية التي يهدف هذا البحث إلى طرحها ومناقشتها، تطورت الخدمات المصرفية بالتطور التكنولوجي، وظهرت بطاقة الإئتمان كوسيلة للدفع:
بطاقـة الائتمـان .وسائـل الدفـع .الجزائـر.
الزيــن منصـوري
.
ص 145-154.