مجلة اللغة العربية وآدابها
Volume 6, Numéro 1, Pages 445-464
2018-05-20
الكاتب : عوف فريد .
عكفتُ في هذا المقال على الإجابة عن إشكالية في الخطاب النقدي المعاصر، وهي: ما علاقة تفكيكية جاك دريدا بالسياق؟ وهل القارئ –في ظلّ هذا المنهج- في نشاطه التأويلي للنصوص يكون خالي الذهن من المؤثرات والظروف الخارجية؟ وهل يعني انطلاقه من فكرة (موت المؤلف)، ورفض كلّ ثابت وقار من خلال الدلالات اللامتناهية للنصوص إقصاء لصلة النص بالسياق؟ وما هو مفهوم السياق عند التفكيكيين؟ إذا كان السياق عند البلاغيين ينتهي برؤية ثابتة تحدّد هوية النص الإبداعي من خلال (المقام) أو (مقتضى الحال)، وهو كلّ الظروف الخارجية والملابسات المحيطة بالنص الإبداعي، وقد عبّر البلاغيون عن هذه الفكرة قديما بقولهم (لكلّ مقام مقال)؛ فإنّ مفهوم السياق عند التفكيكيين يتأسس على عوالم افتراضية يصنعها القارئ لبلوغ عدد غير متناهي من المعاني والدلالات؛ لأنّ النص ليس أحادي الدلالة بل له قابلية للتأويل، فيحتمل أكثر من معنى.
التفكيك؛ دريدا؛ السياق؛ النص