Al Athar مجلة الأثـــــــــــــــر
Volume 4, Numéro 4, Pages 15-22
2005-05-01

دلالية الأسطورة في رواية ريح الجنوب

الكاتب : حلاسة عمار .

الملخص

اهتمت الدراسات الحداثية اهتماما لا نظيرله بالتراث وسلطت الأضواء حول الدراسات المهتمة به ، ولعل الفضل في ذلك يعود إلى مدرسة النقد الجديد التي استطاع أحد أبرز أقطابها وهو اليوت أن يلفت الانتباه من خلال قصيدته الأرض الخراب إلى معين لا ينضب وزاد لا غنى عنه وهو الأسطورة حين هدته عبقريته الفنية إلى التوظيف الأمثل لها . حيث استطاع أن يخرج الأسطورة من قالبها البدائي البسيط الذي اعتاد الناس أن يوظفونها به إلى عالم أرحب تلعب فيه موهبة الأديب وقدراته الفنية الدور الأكبر في عملية ولادة هذا الكائن الفني الجديد . وإذا عدنا إلى رواية ريح الجنوب فسوف يلفت انتباهنا هذا المورد . فعلى الرغم من ضيق الحيز الذي خصصه ابن هدوقة للأسطورة في روايته ، إلا أن الدارس يمكنه من خلالها أن يقف على عبقرية فذة في توظيف الرمز الأسطوري . ويكفي أن نشير ههنا إلى تميز الرمز الأسطوري في هذه الرواية عما يألفه القارئ عادة في مثل هذا النوع من الكتابة حين يعمد الكتاب عادة إلى اقتفاء أثر بعضهم البعض فتتكرر الأسطورة في أعمال عدة إلى درجة الابتذال . غير أن الأسطورة في هذا العمل قد أخذت منحى آخر حيث انطلق الكاتب من الانسجام العام بين جميع آلياته الفنية ليختار الأسطورة التي تتماشى وهذا الاتجاه فكانت الأسطورة التي تنبع من نفس البيئة التي اختارها الكاتب أرضية لمجرى أحداثه الروائية . ولن أكون مبالغا إذا قلت أن ابن هدوقة قد اختار أدواته الفنية بعناية فائقة ، مكنت هذا المزيج وبانسيابية مثيرة للتعجب أن تنصهر في بوتقة واحدة اختصرها الكاتب في كلمة واحدة هي : ريح الجنوب .ولذلك أجدني مضطرا لأن أقف مليا أمام هذا العنوان محاولا تحليله سميائيا حتى أتمكن من أن ألج أغوار بنياته النصية العميقة المتسترة وراء البنيات السطحية . ولذلك آثرت أن تبدأ هذه الدراسة من سميائية العنوان .

الكلمات المفتاحية

*****