مجلة اقتصاديات شمال افريقيا
Volume 2, Numéro 3, Pages 135-156
2005-12-01

أسباب نشأة أزمة المديونية الخارجية ‏ للدول النامية.‏

الكاتب : آمال قحايرية .

الملخص

‏ إن أزمة المديونية الخارجية للدول النامية، راجعة إلى عدة عوامل داخلية ‏وخارجية، بحيث أن بعضها كانت السبب المباشر لنشأتها، و بعضها الأخرى ‏ساهمت في تعقدها. لقد بلغ الحجم الإجمالي للدين الخارجي في عام ‏‎1994‎، حوالي ‏‎1770‎‏ مليار دولار أمريكي لمجموع الدول النامية أي حوالي ‏‎2.5‎‏ مرات أعلى ‏بالنسبة لسنة1980 1. فسرت هذه الأزمة في بداية الأمر على أنها أزمة سيولة، و ‏لكن بعدما طبقت بعض الحلول على الدول المدينة لم يتغير الوضع وأصبح معقدا ‏أكثر من قبل، ففسرت الأزمة بعدها على أنها أزمة ملاءة. وتنحصر دراستنا هذه في ‏الأسباب التي أدت إلى أزمة المديونية الخارجية للدول النامية.‏ ‏ قبل أن نتعرض إلى دراسة طبيعة الأزمة و أسبابها، يجب أن نفهم و نوضح ‏المقصود بالأزمة التي نحن بصدد تحليلها و دراستها، و لماذا لفضنا بكلمة أزمة وليس ‏مشكلة؟ ‏ يقصد بالمديونية تلك العملية التي تتميز بحركة تدفقات رؤوس الأموال في اتجاه ‏البلدان المقترضة من البلدان الدائنة. وعند انقطاع حركة التدفقات ‏‎(flux)‎‏ تحدث ‏أزمة المديونية الخارجية. و يكون سبب هذا الانقطاع في أغلب الأحيان، راجعا إلى ‏عدم قدرة البلد المدين على الوفاء بالتزاماته الخارجية.‏ ‏ لم يكن تفسير أزمة المديونية الخارجية للدول النامية عقلاني، من خلال ‏النظريات الموضوعة في الفكر الاقتصادي، أي حسب نظريات الفائض، وآليات ‏تسويتها، أو حسب نظرية المراحل و نظرية دورة المديونية الخارجية، و أيضا من ‏خلال مقولات حركات رؤوس الأموال الدولية و غير ذلك من النظريات...، التي ‏نادت إلى ضرورة لجوء الدول النامية إلى التمويل الخارجي على اختلاف أنواعه ‏لتنمية اقتصادياتها، و اعتبرته موردا إضافيا مكملا للموارد المحلية. لكن نجد أن هذه ‏التفسيرات، قد أهملت العوامل التي أدت إلى تفاقم عبء المديونية في الدول النامية، ‏و أيضا أغفلت هذه النظريات الظروف الخارجية التي نمت فيها أزمة المديونية ‏الخارجية، و هي ظروف خارجة عن سيطرة و إرادة هذه الدول، كما أنها لم ترسم ‏هذه الدول لنفسها سياسات اقتصادية ملائمة للتأثير عليها. حيث ترى الدول ‏النامية من خلال علاقاتها الاقتصادية و المالية مع الدول الرأسمالية، أن اقتصادياتها ‏تخضع و تتأثر بالظروف الخارجية، التي تتمثل في الأزمات التي تحل باقتصاديات ‏الدول الرأسمالية، لاسيما أزمة الكساد التضخمي و أزمات الأسواق المالية ‏الدولية...‏ ما هي أسباب أزمة المديونية الخارجية للدول النامية؟ و ما هي طبيعة هذه الأزمة؟ سوف نحاول الإجابة عن هذه التساؤلات، من خلال دراسة موضوعنا هذا عبر ‏ثلاثة محاور هي:‏ ‏1- انعكاسات أزمة الرأسمالية العالمية الراهنة على اقتصاديات‎ ‎الدول النامية.‏ ‏2- آثار السياسات الداخلية للدول النامية.‏ ‏3- أزمة سيولة أم أزمة ملاءة؟

الكلمات المفتاحية

المديونية الخارجية‏