مجلة الحقوق والعلوم الانسانية
Volume 8, Numéro 4, Pages 445-484
2015-12-15
الكاتب : العربي بن علي بن ثاير .
أشير بادئ ذي بدء إلى أنني استخدمت كلمات " سجال – مناظرة - جدل " بمعنى واحد تقريبا سيرا على طريقة القدامى أمثال ابن خلدون وطاش كبري زادة وحاجي خليفة، رغم ميل دارسي الحجاج اليوم - وهو منحى مشروع - إلى التمييز بينها، وإن كانت كلمة "المناظرة " أطغى في الكتابات الفقهية والنحوية مثلا في حين أن كلمة " الجدل " أظهر في الكتابات الفلسفية. ورأيت أنها يجمعها منطق السجال؛ لذلك فضلت استخدام عبارة " السجال الكلامي" في العنوان، ودافعي في ذلك هو الاقتراب - ما أمكن لي ذلك - من روح المقاربة الثقافية التي لا تقف عند الحدود التقنية بين هذه المصطلحات كما يقتضي ذلك الدرس الحجاجي، بقدر ما تعكف على استشفاف ما يجمعها غالبا وهو تمازج البعد العقلي بالبعد الوجداني، وشمولها لجوانب الفكر والسياسة والعمران البشري والاجتماع الإنساني. ويمكن الجزم أن خطاب السّجال " نمط ثقافي" عام؛ لم يختص به فرع علمي أو مجال فرقي أو ميدان مذهبي، يشهد بذلك ما دار بين الشعوبيين والعرب من مجادلات، وما دار بين الفلاسفة والمناطقة والمتكلمين بل النحاة واللغويين وكان له صداه في الأدب أيضا من مناقشات؛ " فإلى مثل هذا الخطاب تُرَدُّ المناظرات بمختلف أنواعها عند العرب" ( ). فالسجال في الثقافة العربية –الإسلامية – إذاً- ليس مقصورا على مناظرة الأديان الأخرى بقدر ما هو متعدد المظاهر أو الأنماط والأجناس إن صحّ إطلاق هذا المصطلح؛ إذ نرى منه الجدل أو المجادلة، والمناظرة ويمتد حتى إلى المفاخرة والمنافرة والمباهلة... إلخ. وارتبطت نشأته بالخطابة الإسلامية نفسها وتعلقت بالصراع المذهبي والسياسي وامتدت إلى فضاءات التنافس الفكري وحتى الفني. ويلحظ بعض الدارسين تسلل نسق السجال والمناظرة والجدل في معظم الكتابات إن لم تكن كلها بما فيها الأدب كالمقامات وغيرها: يقول عبد الفتاح كيليطو" لاحظ باحثون جامعيون وجود المناظرة في مقامات الحريري، لكنهم لم يلاحظوا أن مجموع كتابات الحريري مشبع في الواقع بالمناظرة" ( ). واتصلت السجالات كذلك بالمجال التعليمي ومؤسساته؛ فقديماً كانت إجازة الطالب لا تكتمل إلا إذا زُجّ به في أتون المناظرات ( ) حتى عدّ بعضهم الجدل وسيلة من وسائل تنمية المعرفة الصحيحة وممارسة العقل السليم ( ). وقد لاحظ عبد الله العروي أن منطق المناظرة " مازال ساريا في أوصال الفكر العربي المعاصر" ( ). وقد سعى البلاغيون والنقاد العرب والمعجميون، ثم المناطقة والفلاسفة العرب لاحقا – ابتداء من الجاحظ على رواية ابن المعتز - إلى رصد السجال وضبطه فيما سمي بالمذهب "الكلامي".
السّجال الكلامي ،المدارس الإسلامية
محمد الحاكم بن عون
.
زبير بعلي
.
ص 31-47.
لفرم محمد
.
ص 95-122.
دحمون عبد الرزاق
.
دحمون عبد الرزاق
.
ص 141-194.