الصورة والاتصال
Volume 4, Numéro 11, Pages 39-56
2015-06-01

الصـــورة التربوية في الكتاب المدرسي المغربي

الكاتب : حمداوي جميل .

الملخص

لقد حقق الكتاب المدرسي المغربي – اليوم- تطورا لافتا للانتباه على مستوى توظيف الصورة البصرية والمرئية، وحقق أيضا نجاحا كبيرا في استثمارها تربويا وديداكتيكيا مقارنة بالفترات السابقة ، حينما كان الكتاب المدرسي التقليدي مجرد كتابة خطية أفقية وعمودية خالية من الألوان الضوئية أو التشكيلية سوى هيمنة اللون الأسود الذي يتربع على صفحة البياض. ومن ثم، فقد كانت صفحات هذا الكتاب مجرد أوراق تتقاطع فيها الخطوط والأسطر فوق فراغ أبيض يمنة ويسرة ، دون أن تتخللها صور تربوية أو تعليمية أو ديداكتيكية. مع العلم، بأن المتعلم بصفة عامة، والطفل بصفة خاصة، ينجذب كثيرا إلى الصورة المثيرة، ويتعلم من خلالها الكثير الكثير، خاصة إذا كان هذا المتعلم طفلا في المراحل الأولى من التعليم الأولي أو الدراسي؛ لأنه لا يتعلم إلا بالمحسوس والملموس والمشخص حسب التصور النفسي والمعرفي لجان بياجيه(Jean Piaget). وأكثر من هذا، فالطفل المتعلم يقبل كثيرا على الكتب والمجلات والوسائل البصرية التي تستخدم الصورة، فينساق مع جمالياتها الفنية، ويتأثر بأشكالها البصرية، ويندهش لألوانها الزاهية المثيرة، ويتيه مع عوالمها التخيليية، سواء أكانت واقعية أم احتمالية أم مستحيلة. كما يتلذذ بظلالها الجذابة، ويتمثل رسائلها الهادفة. ومن ثم، فالطفل المتعلم يرتاح إلى الصورة المرئية أكثر مما يرتاح إلى درس جاف مقرف، يستخدم فيه المدرس اللغة البيانية من بداية الحصة حتى نهايتها. ومن هنا، فالصورة وسيلة مهمة في المجال التربوي والتعليمي، نظرا لفوائدها الكثيرة، وأدوارها الهامة. إذاً، ما الصورة التربوية؟ وكيف تطورت هذه الصورة في الكتاب المدرسي المغربي؟ وما أنواع الصور في هذا الكتاب؟ وما وظائفها التربوية والديداكتيكية؟ تلكم هي الأسئلة التي سوف نحاول رصدها في موضوعنا التربوي هذا.

الكلمات المفتاحية

الصـــورة التربوية في الكتاب المدرسي المغربي