الصورة والاتصال
Volume 2, Numéro 5, Pages 125-158
2013-09-01
الكاتب : بوعزة عبد القادر .
لا أعتقد أن مالك بن نبي، حين يمسك القلم ويبدأ في الكتابة عن أي مشكلة من مشكلات الحضارة،كان ينظر إلى الوقائع والأحداث المتراكمة في العالم الإسلامي « على أنّها سلسلة من الأحداث يعطينا التاريخ قصتها »1. بل أعتقد أنه كان، وهو يتناولها ينظر إليها على أنها ظاهرة ساهمت في إيجادها عوامل نفسية اجتماعية. وكما أن هذه العوامل تساهم في تكوين الظاهرة الحضارية بتركيب عناصرها، فإنها تساهم إذا ما اجتازت الظاهرة الحضارية مرحلة الروح ودخلت في مرحلتي: العقل والغريزة، أقول تساهم في اندثار الظاهرة الحضارية بفك ربط عناصرها.2 كما لم يكن مالك بن نبي مؤرخا حين اتخذ من واقعة صفّين سنة 38 هـ وقيتا لبداية الأفول الحضاري في العالم الإسلامي، ومؤشرا على التقهقر والانحطاط، بقدر ما كان عالم اجتماع وعالم نفس، يرصد الأحداث والوقائع في ماضيها وفي راهنها، يدرسها ويحللها بالنظر إلى عواملها النفسية الاجتماعية.3 واستيعاب مالك بن نبي لآراء أكبر المؤرخين والمفكرين وعلماء الاجتماع وعلماء النفس4، المتعلقة بالبناء أو الهدم الحضاري، مكّنه من فهم الظاهرة الحضارية التي كرس حياته لدراسة وتحليل مشكلاتها واقتراح حلول جذرية لها5. ويتجلى فهم مالك بن نبي للظاهرة الحضارية في الدرس الواسع والتحليل العميق والإستنتاج أو الإستنباط الصحيح، إذ لم يفته وهو يدرس مشكلات حاضر العالم الإسلامي أن يعتبرها سلسلة من النتائج المتراكمة: يعود زمن مقدمتها إلى واقعة صفيّن6
إعادة الفاعلية، للفكرة الإسلامية، شرط أساسي، الحل، المشكلة الإسلامية
إلدياز قماز ليلى
.
ص 82-112.
ملاح محمد
.
حمدي نجية
.
ص 158-171.