مجلة الباحث الاجتماعي
Volume 11, Numéro 1, Pages 167-194
2015-03-01

المثقف العربي أمام خيارات وإشكالية البحث عن -البراديغم-

الكاتب : سماح بلعيد .

الملخص

يعيش المثقف العربي حالة اغتراب (لا انتماء) داخل مجتمعه، سببه الهوة الموجودة بينه وبين أصحاب القرار من جهة، والمجتمع من جهة ثانية، الشيء الذي جعله يعزف عن التعبير بل ربما التواصل لمقاومة غيابه ولا حضوره في عديد من القضايا المهمة – الكارثية – التي يجاريها مجتمعه العربي حتى قيل أن المجتمع العربي عاش تاريخه يتيما، عاش بدون سند معنوي، أي بدون مثقفين مما اضطره الأمر إلى صنع ثقافته الخاصة، هي ثقافته الشعبية. بإمكان المرء أن يلاحظ انتعاش بوتيكات ثقافية – عربية– تلوح هنا وهناك لكنها ظلت في اغتراب مستعصي، تجلت في عدة نماذج ( مثقف اجتراري، مثقف زئبقي، المثقف الطاووس، المثقف المقاول...)، بوتيكات ثقافية على طبقات وتنوعات وموديلات، لكنها متفرقة ومتشرذمة لا يجمعها نظام ولا تربطها وحدة ... خصوصا إذا انتبهنا إلى اعتماد هذه البوتيكات الفكرية على آلية الصدقات والإكراميات، على ثقافة الاستئصال والاستئجار من الغرب المهيمن ... حتى أصبحنا أمام جيل كبير من المثقفين الكرائين الذين يسبحون في البحيرة الغربية بلا هوادة ، فماذا ننتظر من هذه المكلمات الثقافية سوى تشويها، إنها تفعل فعل ذلك الطبيب الذي يداوي بطريقة الكي رجلا من خشب. ولأن حضور المثقف العربي مجتمعيا بعقل عربي وقلم عربي وقلب عربي يشكل الوعاء الحاضن والإطار الذي تنمو فيه كل عمليات التجديد المجتمعي العربي المنشود، آثرنا اقتراح مشروع التوبة حيث يعود العقل المثقف العربي – إلى قراره المكين (التراث العربي الإسلامي) دون سواه في خصيصاته المتميزة والمتفردة والمختلفة عن الآخر، أيا كان صديقا أو عدوا، وهذا ممكن. ...البارحة كما اليوم، لم يجرأ المثقف العربي على فعل أي شيء في مستوى برنامج معين يجيب عن الحاجات والطلبات الملحة باستمرار. حتى وجد نفسه أمام خيارات مسبوقة – لا محالة-بطعم الكبت والهزيمة والإحباط والتطبيع الذي رافقه منذ زمن فوجد نفسه ينصهر يوما بعد يوم وتجربة بعد تجربة أمام خيارات يكون من المجدي حقا مقاربتها. ترى، ما هي خيارات المثقف العربي .... اليوم وهل تمثل "الحل" ؟ وهل من إمكانية تعيد العقل العربي إلى قراره المكين (الواقع العربي ) دون سواه في خصيصاته المتميزة والمتفردة ؟

الكلمات المفتاحية

الثقافة، المثقف، المثقف العربي، البراديغم، عابد الجابري، محمد آركون