دراسات اجتماعية
Volume 5, Numéro 3, Pages 115-130
2013-12-01

الحداثة ومجتمع المعلومات

الكاتب : تواتي نورالدين .

الملخص

إن التطوّرات السريعة والمتلاحقة التي يعيشها العالم اليوم نتيجة للتقدّم الهائل في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، ومن خلال وجهة نظر "مارشال ماكلوهان"( ) جعلت من العالم قرية صغيرة تتفاعل وحداتها مع بعضها البعض، ويتأثر كل جانب منها بما يحدث في جوانب أخرى، وصارت تلعب دور هاما في شتى مناحي الحياة وعلى جميع المستويات، فقد أحدثت هذه الثورة تغييرات عديدة في الكثير من المفاهيم والأفكار التي يتعامل بها الإنسان بأوجه حياته الثلاث (فرد، جماعة، مجتمع)، فالمسافات الطويلة التي تفصل بين الشعوب، وحاجة الإنسان إلى تسجيل أعداد لا حصر لها من الأفكار، والمعلومات، وظهور التفجّر غير المسبوق في تدفق المعلومات، كل هذه العوامل وأخرى لعبت دورًا أساسيا في تطوير حاجة الإنسان نحو التكنولوجيا الحديثة للاتصال، إننا نتحدث عن وسائل الإعلام الحديثة دون التطرق إلى مسألة الحداثة التي هي قضية كبرى تشغل عقول الأمم والحكومات في الوقت الراهن في عالمنا المعاصر. نشأت الحداثة واستمرت "كحركة عصفت بالتدريج بكل البنايات والأفكار العتيقة مساهمة في إحداث قطيعة مع كل ما هو تقليدي وبلورة تصور جديد للعالم مختلف كليا عن التصور التقليدي" إلا أن الحديث عن منجزات الحداثة يتم من خلال البحث عن التغيرات الجذرية التي أحدثتها في شتى مستويات الوجود الإنساني ففيم تتجلى هذه التغيرات؟ هذا فضلا عن تهيئة الجو الصالح للمناقشة والحوار والاتصال بين القيادات والقواعد، اتصالا متبادلا لتكوين الرأي العام السليم أي أن التكنولوجيات الحديثة للاتصال عامل أساسي في نشر الأفكار العصرية، وإشاعة المعلومات الحديثة المتصلة بنهضة الأمة وخلق الشخصية الجديدة التي تتّسم بروح التعاطف والتعاون والتقمّص الوجداني. إن التكنولوجيات الحديثة للاتصال جعلت من العالم قرية صغيرة، حيث قّربت المسافات واختزلت الوقت واقتصدت في الجهد ومال الإنسان. ومن خلال هذه المساهمة نسعى إلى وضع همزة وصل بين الحداثة والتكنولوجيا الجديدة للمعلومات في عصرنا هذا.

الكلمات المفتاحية

مجتمع المعلومات; الحداثة; تكنولوجيات الاتصال