مجلة العلوم الاجتماعية
Volume 8, Numéro 1, Pages 25-36
2014-01-01
الكاتب : أحسن خشــــــــة .
تعتبر المفاهيم بمثابة حجر الزاوية في كل بناء نظري ومعرفي، باعتبارها تعبيرات تجريدية تعكس الملاحظات الميدانية، وتجمل مفرداتها. وإذا نظرنا إليها في شكلها النسقي فإنها تمكننا من صياغة بناء نظري متكامل يوجه الباحث إلى فهم وتفسير الظواهر والتنبؤ بها.ولا ريب في أن هذه المفاهيم هي إبداع بشري يتأسس على معطيات ميدانية لها خصوصياتها الثقافية والمعرفية، وبالتالي فما ينطبق على بيئة ما قد لا يناسب خصوصية بيئة أخرى، وخاصة إذا تعلق الأمر بالبيئة العربية والإسلامية وما يرتبط بمنظومتها القيمية والحضارية.تعاني العديد من الحقول المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية- مع التفاوت المسجل بين حقل معرفي وآخر- من حالة "تبعية" لما ينتجه الفكر الغربي عموما، مما يجعل مجتمعاتنا في حالة "ارتهان" معرفي ومنهجي يبتعد بنا عن موروثنا الثقافي، وبالتالي يجعل الاستفادة محدودة ولا تفي بالحاجات الموجودة ولا تعالج الإشكالات المطروحة ولا ترقى بالواقع المعيش إلى مستوياته المأمولة، وينسحب هذا الإشكال -وربما بصورة أعمق- في مجال علوم الإعلام والاتصال بصورة خاصة نظرا لحداثة هذا العلم مقارنة مع غيره من العلوم الاجتماعية والإنسانية الأخرى. كثيرا ما يستخدم الباحثون في ميدان علوم الإعلام والاتصال العديد من المفاهيم الغربية، وهو ما قد يلقي بظلاله على مدى مصداقية تعبيره عن واقعنا الاتصالي في السياق الثقافي العربي و الإسلامي. ولعل من بين النماذج التي يبدو فيها التباين جليا بين مختلف المرجعيات الثقافية نجد المسألة الأخلاقية والتي تطرح العديد من الإشكالات سواء تعلق الأمر بالسياق العام للموضوع، أو من خلال ارتباطه بسياق معرفي محدد، والمتمثل في بحثنا ضمن علوم الإعلام والاتصال. وتتبدى أهمية مراجعة نقاط التباين في المرجعيات الثقافية في النقاط التالية: أ-بناء الممارسة الإعلامية على قاعدة صلبة ترتقي بالممارسة الإعلامية في سياقنا الاجتماعي وتحفظها من الانحرافات الأخلاقية المحتملة. ب-السعي في تطوير الأدوات والوسائل التي يتم من خلالها ضبط العمل الإعلامي بطريقة مناسبة. ج-الاستفادة من القيم و تفعيلها في واقع العمل الإعلامي بمختلف تطوراته.
الأخلاقيات ، القيمية ، الإعلامية ...............
لمرابط اسماء
.
ص 208-219.