التواصلية
Volume 2, Numéro 4, Pages 89-111
2016-11-01

حضور الاخر في الخطاب الرّوائي الجزائري -قراءة في رواية شرفات بحر الشمال لواسيني الاعرج-

الكاتب : عائشة العشمي .

الملخص

لقد ساهمت الصّور الثقافية والأدبية في تعميق الهوّة الفاصلة بين "الأنا" العربي و"الاخر" الغربي على الرّغم ممّا حقّقته على المستوى التقني من تقريب المسافة بين هاتين الضفتين إذ لا يمكن أن ننكر ما تجلي مثل هذه الصّور الثقافية والأدبية من أبعاد واقعية لإنسان تقرّبنا منه الخاصية الإنسانية وتبعدنا عنه التوجّهات الثقافية المختلفة. إلاّ أنّ ذلك يجب ألا ينسينا أن هناك أبعاد أخرى تتجلّى من خلال هذه الصّور، وهي من اختلاق مخيّلتنا، ولا تربطها بالواقع صلة إلّا بالقدر الذي تستجيب فيه أحيانا لرغبتنا في تحقيق "الأنا" عبر رفضنا لـ الآخر المختلف. من هنا، ونتيجة انشغالي بقراءة و دراسة بعض الأعمال الرّوائية الجزائرية جاءت فكرة دراسة أشكال حضور الأنا و الاخر في الخطاب الرّوائي الجزائري، و ذلك من خلال البحث في الأسباب التي جعلت "الأنا" الجزائري و "الاخر" الاوروبي في حالة صراع مستمر عكسته لنا معظم النصوص الرّوائية الجزائرية قد وقع اختيارنا على رواية "شرفات بحر الشمال" دون غيرها من الرّوايات الجزائرية لاستقراء أشكال حضور "الأنا" و "الاخر" في الخطاب الرّوائي الجزائري، لكونها تقوم على التوظيف المكثّف و الغني و المتنوّع لعدد من الشّخصيات الغربية التي تتوزّع في ثنائية الرجولة _ الأنوثة وتتنوّع لتطال وظائف و فئات اجتماعية و نماذج سلوكية و نفسية مختلفة. من أجل ذلك حاولت هذه الدّراسة الإجابة عن الإشكالية التي يمكن أن نصوغها على النحو التالي: كيف قدّم لنا الرّوائي الجزائري العلاقة التي تجمع "الأنا بـ"الاخر"؟ وفي أية صورة تجلّى لنا حضور "الأنا" الجزائري و"الاخر" الاوروبي في رواية "شرفات بحر الشمال" لواسيني الاعرج؟ تهدف هذه الدراسة إذن، إلى البحث في العلاقة الجدلية التي تجمع "الأنا" بـ"الاخر"، إذ سنحاول من خلال بحثنا هذا أن نجيب عن بعض الأسئلة المتعلّقة بحضور "الأنا" و "الاخر" في ثنايا العمل الرّوائي الجزائري، و كل ما قد تستدعيه العلاقة التي تجمع الطرفين من قضايا مختلفة.

الكلمات المفتاحية

الخطاب الفكري، صراع الانا، الاخر، الابداع الادبي، الروا ية الجزائرية.