مجلة أبحاث ودراسات التنمية - Revue Recherches et Etudes en Développement -
Volume 4, Numéro 1, Pages 32-50
2017-06-01
الكاتب : أحمد البلالي .
إن المؤسسات الاقتصادية التّونسية تعاني من سوء استغلال الوقت سواء من خلال قلة العمل في المؤسسات الحكومية أو غيرها أو من خلال انتشار ظاهرة الغيابات أو نتيجة ضعف مردودية المؤسسة لعدم مواكبتها لتحولات العالمية من خلال فرض أراء تسلطية على العمال والموظفين إضافة إلى غياب إستراتجية دقيقة للمجتمع المحلي من خلال دراسة المشروع وتدعيم التكوين على نطاق مهني واسع. كما نلاحظ أن هناك غيابا لترسيخ المشاركة في صياغة مشاريع المؤسسة والحفاظ على المؤسسات وصياغة استراتجيات تطور عملها. وتعاني المؤسسة كذلك من غياب الإحاطة الاجتماعية والنفسية للعاملين فيها مما أدّى إلى تراجع مردودها الاقتصادي. لذلك يعتبر غرس ثقافة المشاركة أهم العوامل المساعدة على النهوض بالمؤسسة في تونس ومقاومة مظاهر التخلف واحترام الوقت. فالمجتمعات الحديثة تتميّز بدرجة من العقلانية ذلك أن سلوك الأفراد يخضع لقواعد عامة وإلى مساحة الفاعليّة والمبادرة. وقد ارتبط مفهوم التخلف بالتقليد والحداثة بالتّقدم من خلال انتشار فكر الآخر المختلف والمتطور، وهذا ما تؤكده مدرسة التبعيّة. ومن الضروري إعادة صياغة الإستراتجية في المؤسسة وذلك من خلال تجاوز البعد الأحادي للتّنمية وتجاوز التنمية غير المتوازنة الأبعاد، بحيث يصبح هذا المفهوم شاملا المجتمع في بنائه التحتي والفوقي وفي علاقته الخارجيّة وممتدا ليشمل المحيط (البيئة ) والزمان )المستقبل): فهو يعني رؤية للعالم ومشروعا مجتمعيّا وحضاريّا مندمجا: سيطرة المجتمع على تغيراته ومشاكله الحاضرة من خلال تنمية مستقلة على التغيرات البيئية والمستقبلية (تنمية مستدامة)، بإعادة صياغة جديدة لعلاقة ثقافة المجتمع بالعلم (تنمية ذاتية) وذلك من خلال مشاركة الأفراد والقوى الاجتماعيّة (تنمية ديمقراطية) في بنائها (المؤسسة) مما يحقق إشباع الحاجات الماديّة والثقافيّة لأوسع الطبقات الشّعبية في إطار العدالة والتوازن.
المؤسسة، إدارة الوقت، التنمية، التخلف
زحزاح خالد
.
ص 135-145.
بوشلاغم هند
.
حربي سميرة
.
ص 353-376.