مجلة الخبير
Volume 1, Numéro 11, Pages 234-248
2017-06-01

مقال حول تقدير الذات وعلاقته بالمكانة الاجتماعية للرياضي المعاق حركيا

الكاتب : محمد ربوح .

الملخص

مما لا شك فيه عبر العصور أن التعوق لم يكن أمرا مقبولا من الإنسان ولا مرغوبا فيه، لذا حارب الإنسان التعوق حربا شعواء لا هوادة فيها، ولم يختلف في هذا المبدأ جيلا بعد جيل، إنما اختلفوا في الأسلوب فالقدماء حاربوا التعوق في شخص الضحية فقد صب أجدادنا القدامى نقمتكم على المعوقين أنفسهم لا على مبدأ التعوق وأسبابه. أما في عصرنا الحديث، فقد تضافرت جهود العلماء والمفكرين في سبيل توفير برامج التأهيل التي تساعد الفرد المعوق على استرداد أقصى ما يمكن من إمكانياته في الحياة وهذا من خلال إيجاد التوافق والتوازن بين حالته البدنية والنفسية والاجتماعية عن طريق التأهيل الطبي أو المهني أو الرياضي، حيث هذا الأخير (التأهيل الرياضي ) أصبح دائما وأبدا دليلا لتحقيق هدف المعوق وهو التكيف والعيش بسعادة دون أي عوائق. لقد أصبحت التربية البدنية والرياضية ملحة للمعاقين لأنها تدعوهم لإعادتهم للمجتمع لتحقيق أكبر قدر ممكن من الفعالية لأجل تقدمهم ونجاحهم في التكيف مع المجتمع، كما سعت التربية الرياضية عن طريق أنشطتها البدنية إلى إعادة التوافق للمعاقين بدنيا ونفسيا واجتماعيا لكي لا يشعروا بأنهم قوة معطلة وأنهم من غير صلاحية في ممارسة الأعمال المنتجة فسيظل المعاق قادرا على العطاء والإبداع مهما كانت إعاقته ما دام هناك قلب نابض وعقل مفكر، كما أن للأنشطة البدنية والرياضية المكيفة دور هام في حل مختلف النواحي النفسية والحركية بالاعتماد على المساعدات الحركية والبرامج التربوية خاصة للمعاقين حركيا لأن لديهم قوة المثابرة والعمل والإنجاز، وكمثال لهذه الأنشطة البدنية المكيفة نجد الجانب التنافسي لهذه الأنشطة المعدلة الذي تعمل على ارتقاء المعاق حركيا بمستوى اللياقة والكفاءة والطب الرياضي، ويجب الالتزام في التدريب أو في تلك الرياضة التنافسية بالقواعد والقوانين الخاصة بالأداء. وذلك قبل المشاركة في الأنشطة التنافسية حتى يتحقق مبدأ العدالة وهذا ما نجده في الألعاب التنافسية العالمية كالعاب القوى للمعاقين حركيا حيث تعد هذه الرياضة عروس الأولمبياد وذلك لتعدد مسابقاتها مما يتيح إمكانية الاشتراك لأعداد كبيرة من اللاعبين فيها، كما تعد رياضة ألعاب القوى العامل الديناميكي المحرك لمجمل التطور الجسمي لأنها تمثل العمود الفقري الذي ترتكز عليه الألعاب الرياضية الأخرى في تطورها، وما يترتب على ذلك من رفع المستوى الأرقام الجديدة على المستوى القاري والعالمي. ولعل الملاحظ فيما يخص المعاقين بشكل عام ورياضة ألعاب القوى بشكل خاص يجد أن الجزائر قد أخذت مركزا مرموقا في العالم من خلال عدد الميداليات الذهبية وغيرها التي انتزعها المنتخب الوطني لهذه الرياضة المكيفة باستحقاق وجدارة أثناء المنافسات القارية والدولية، وكان من بين نجومها العداء محمد علاق الذي حقق لوحده ثلاث ميداليات ذهبية بالرغم من المنافسة القوية من قبل عدائين من مختلف الدول عكس نظرائه من الأصحاء التي تبقى إمكانيتهم محدودة. إن الأداء البدني في التنافس لرياضي العاب القوى الخاصة بالمعاقين حركيا يتطلب عدة عوامل تساهم بقدر كبير في تطوير الجانب البدني والتقني والتكتيكي وحتى الفكري ومن بين العوامل نجد الوراثية والبيئية والشخصية والقدرات الفردية وفكرة تقدير الذات التي تعتبر من أهم العوامل تأثيرا في شخصية المعاق بشكل عام والرياضي بشكل خاص. هذا من جهة ومن جهة أخرى نرى بأن المكانة الاجتماعية التي يحظى بها المعاق حركيا من خلال الأسرة والأصدقاء والمجتمع تجعله يكتسب خبرات ومؤهلات سواء رياضية أو اجتماعية وحتى نفسية من خلال ممارسته للأنشطة التنافسية التي تفيده في تحقيق الذات وخلق الإبداع و التي تعتبر مؤشر من أهم مؤشرات فهم الفرد المعاق بشكل عام والرياضي المعاق حركيا بشكل خاص.

الكلمات المفتاحية

تقدير الذات، المكانة الاجتماعية ، الرياضي المعاق حركيا