مجلة المنهل
Volume 10, Numéro 1, Pages 63-76
2024-06-30

المسرح اليماني المعاصر بين التاريخ و السحر و الخرافة و حكايات الجان

الكاتب : يونس محمد عبد الرحمن . داود العاني منذر رديف .

الملخص

المسرح اليماني المعاصر بين التاريخ و السحر و الخرافة و حكايات الجان . بحث مشترك لكل من : أ.د. محمد عبد الرحمن يونس ، نائب رئيس جامعة ابن رشد في هولندا للشؤون العلمية ، التعليم المفتوح. مدير تحرير مجلة جامعة ابن رشد الأكاديمية المحكمة أ.د. منذر رديف داود العاني ، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الحكمة الجامعة، بغداد، العراق يعد المسرح العربي الحديث و المعاصر کونا اجتماعيا مصغّرا، لكنه بعيد الإيحاء وعميق الغور، ويلامس شغاف القلب والأحلام ، فالقارئ، أو المتفرّج يتفرج على نفسه في العمل المسرحي ولذا هو مشدود لرؤية ذاته، من خلال الآخرين، وكثيرا ما تنكشف الذات لذاتها، عندما تجد محرضا ومثيرا. والمثير بالنسبة لها هو الآخر. و إذ نركز ذواتنا في العمل المسرحي يعني: إما أن نتطهر بمفهوم أرسطو لدور الدراما، وإما أن نثور على الواقع و نغيره، أو نحاول أن نشكل بديلا جماليا منه بمفهوم برتولد بريخت. لقد رصدت هذه المسرحية التي نقوم بقراءتها ( مسرحية العجل في بطن الإمام) للمسرحي اليماني الشهير محمد الشرفي واقعا تاريخيا و تراثيا و خرافيا مراً ـــ في الآن نفسه ـــ عاشه الشعب اليماني. و كان التاريخ مرآة للحدث المسرحي، وبالتالي فإن المتفرج أو القارئ لهذه المسرحية مضطر أن يضع أمامه حقبة تاريخية و تراثية معينة من تاريخ اليمن، وان يقيم بينه وبين فضاء هذه الحقبة، علاقات الدهشة والغرابة، وبالتالي تدفعه هذه العلاقة، إلى اعتبار النص المسرحي نفسه فضاء سحريا وخرافيا وإذ يتحول فضاء النص المسرحي إلى فضاء سحري، فإن الشخوص في هذا الفضاء تشكل أيضا هذا الفضاء الغرائبي بتقنية مسرحية جديدة، إذ يصبح فضاء الخرافة هو فضاء للحدث. و يصبح فضاء النص الواقعي أشد غرابة من فضاء الأسطورة والخرافة التي كان يغرسها الإمام في نفوس الشعب اليمني، ويصبح الواقع أشد غرابة من الخيال علی حد تعبير دوستويفسکي. إن الحدث المسرحي في هذه المسرحية يبدو متخيلا و مؤسطرا، لكنه في نهاية المطاف ينهل من حقل مرجعي و تراثي ، و بالتالي يشكّل كثيرا من رؤيته الإبداعية من هذا الحقل. ولولا الفضاء التاريخي لسلطة الإمامة لما استطاع محمد الشرفي أن يبدع هذه الفضاءات المسرحية العامرة بالحيوية والحركة ، و يشير إلى مآسي هذا القطاع الإنساني العريض والمقموع تاريخباً و سياسياً، و تأتي دراستنا المشتركة هذه لتبين أهم هذه المأسي ودور الإمام حاكم اليمن و سلطته في تكريس هذه المآسي، من خلال بثه لمفاهيم السحر و الخرافة و البطش و الاستبداد. Modern and contemporary Arab theater is considered a miniature social microcosm, yet it is profound and touches the depths of the heart and dreams. The reader or viewer sees themselves in the theatrical work, and therefore they are drawn to see themselves through others. Often, the self is revealed to itself when it finds something stimulating and provocative. The provocative element for the self is the other. As we focus on ourselves in the theatrical work, it means either purifying ourselves with Aristotle's concept of the role of drama, rebelling against reality and changing it, or attempting to create an aesthetic alternative with Bertolt Brecht's concept. The play we are reading, "The Calf in the Imam's Belly" by the famous Yemeni playwright Mohammed Al-Sharafi, captures a historical, traditional, and mythical reality that the Yemeni people experienced. History was a mirror for the theatrical event, and therefore the viewer or reader of this play is forced to confront a specific historical and traditional period in Yemen's history and evaluate the relationships of wonder and strangeness between themselves and the space of that period. This relationship compels them to consider the theatrical text itself as a magical and mythical space. As the theatrical space transforms into a magical space, the characters in this space also shape this fantastical space with a new theatrical technique, making the realm of myth a space for the event. The realistic space of the text becomes more bizarre than the space of myth and legend that the Imam implanted in the minds of the Yemeni people, and reality becomes more bizarre than imagination, as Dostoevsky expressed. The theatrical event in this play may seem imaginary and constructed, but ultimately it draws from a field of reference and tradition, shaping much of its creative vision from this field. Without the historical context of the Imamate authority, Mohammed Al-Sharafi would not have been able to create these vibrant and dynamic theatrical spaces, pointing to the tragedies of this broad and oppressed human sector historically and politically, and our joint study aims to highlight the importance of these tragedies and the role of the Imam in Yemen and his authority in perpetuating these tragedies through spreading concepts of magic, myth, tyranny, and oppression.

الكلمات المفتاحية

المسرح اليمني المعاصر ; محمد الشرفي ; دراسات نقدية