دراسات تراثية
Volume 13, Numéro 1, Pages 42-55
2019-12-31

تاريخ صناعة الورق في العالم الإسلامي مابين القرن الأول والثالث الهجري/ السابع والثّامن الميلادي

الكاتب : علي شعوى .

الملخص

يرجع اكتشاف الورق إلى ظهور الكتابة، لأن الكتابة تتطلب وجود أدوات لتدوين هذه المعلومات، ومن هذه الأدوات نجد القلم والحبر والمادة التي يكتب عليها، مع العلم أن قبل ظهور الورق كانت شعوب العالم تكتب على عدة وسائل منها، حيث كان المصريين يكتبون على ورق البردي والصنيين على شرائط البومبو والألواح الخشبية، وهناك من كان يستعمل الألواح الطينية وسعف النخيل والعظام وغيرها. ويرجع الفضل في اكتشاف الورق إلى الصنيين، وذلك عن طريق شخص يدعى تساي لون، حيث تمكن من أن يصنع الورق باستخدام عجينة من لحاء الشجر، وذلك في بداية القرن الثاني للملادي، ثم انتقل إلى كوريا واليابان، ومن الشرق انتقلت صناعة الورق غربا مع قوافل التجارة حتى وصل الورق إلى مدينة سمرقند في إقليم تركستان في منتصف القرن الثامن الميلادي. لقد عرف العرب صناعة الورق عن طريق سمرقند عندما وصلت فتوحاتهم إلى هناك، وبعد أن وقع في الأسر عدد كبير من الصينيين الذين كانت لهم دراية بطريقة صناعة الورق، فاحتفظ العرب الفاتحون بهؤلاء الأسرى واقتادوهم إلى مدينة سمرقنند، حيث أسسوا بمساعدة هؤلاء الأسرى أول معمل لصناعة الورق، ثم انتقلت صناعة الورق إلى مدينة بغداد في نهاية القرن التاسع الميلادي، ثم انتقلت صناعته إلى دمشق وعرف بالورق الدمشقي، وبعد ذلك انتقلت صناعة الورق إلى مصر واستبدل بالورق البردي، ومنه انتقلت صناعته إلى المغرب الإسلامي، وعن طريق الأندلس انتقل هذا الورق إلى أوربا مثل اسبانيا وايطاليا وفرنسا وألمانيا ثم انجلترا ثم باقي أوروبا ثم أمريكا. والنتيجة التي نتوصل إليها أنّ العرب والمسلمون لعبوا دور كبير في ازدهار صناعة الورق، كما يرجع لهم الفضل في نقل صناعة الورق إلى أوروبا.

الكلمات المفتاحية

الورق؛ الصناعة؛ العالم الإسلامي.