دراسات تراثية
Volume 13, Numéro 1, Pages 31-41
2019-12-31

حوامل الكتابة ودورها في تعمير المخطوطات

الكاتب : سميحة دري .

الملخص

مع ميلاد الحضارة العربية الإسلامية، وبنزول الوحي اهتم الصحابة رضوان الله عليهم، بنقل النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، لأجل ذلك انصب جل اهتمامهم على إيجاد مواد مناسبة للتدوين، وحفظ النصوص عليها، غير تلك المواد التي تآلفوا عليها لحفظ النصوص، فاستعملوا الرقاق، واللحاف، والعظام، والعشب كمواد للكتابة، فكان اول مصحف جمع فيه القرآن في عهد الصحابي ابو بكر الصديق. وقد اصطلح علماء دراسة المخطوط على هاته المواد المستعملة في التدوين اسم "الحوامل"، غير أنّ هاته الأخيرة تعرضت لمشاكل منها انها لم تتساير مع حجم النصوص وطبيعتها، فشكلت عائقا امام المشتغلين بهذا المجال، فاضطرهم للتعامل مع هذا الوضع بإعتماد طرق ومناهج هي منتجات الحضارة الإسلامية وحدها دون غيرها، فإعتمدت هذه الطرق في البداية على الرواية الشفوية، التي تطورت فيما بعد الى التدوين في القرن الأول هجري، ورغم ان الرواية الشفوية كانت تتماشى جنبا الى جنب مع الكتابة، الى أن ذلك لم يدم طويلا، اذ ابتكر العلماء طرق جديدة لنقل الرواية أو الخبر وهي ثمان طرق، كان اولها السماع وآخرها الوجادة، وذلك للتكيف مع التطور الكبير الذي عرفته الحوامل في ذلك الوقت، هذا التطور الذي كان نتاج احتكاك المجتمع الإسلامي مع مجتمعات الأقاليم المفتوحة، فتطور استعمال مواد التدوين الى استعمال الرق المصنوع من جلود الحيوانات، غير ان هذه الأخيرة لم تلق استحسانا نظرا لسهولة محو ماكتب عليها وسهولة تغييره، فتم ابتكار طريقة منهجية محكمة ظلت ومازالت فخر الحضارة العربية الإسلامية تمثلت في الإسناد، ولما فتحت مصر عام 520هـ، عرفوا استعمال أوراق البردي، وهي اكثر تطورا من الرق وأسهل وأنسب للكتابة، لتليها صناعة الورق الذي يعد ذات اهمية كبيرة في علم الوراقة كتدوين المعلومات من النساخين للمخطوطات. والهدف من هذه الدراسة التأكيد على أهمية جودة الورق، ونعومته وسمكه وقياساته للمحافظة على سلامة المخطوط، ففيما تتمثل حوامل المخطوط؟ وماهي عوامل ومراحل تطورها؟ وكيف اثرت على طرق تحمل المعلومة؟

الكلمات المفتاحية

المخطوط؛ الأوعية؛ الرق؛ البردي؛ الورق.