لغة كلام
Volume 10, Numéro 3, Pages 196-213
2024-06-30

من الوضعية المنطقية إلى فلسفة اللغة العادية: ميلاد التداوليات

الكاتب : زواوي مختار .

الملخص

إنّ مقال فرانسوا ريكاناتي الذي ذيّلت به الترجمة الفرنسية لكتاب جون أوستين «كيف تُنجز الأشياء بالكلمات» الصادرة عام 1970، واحد من البحوث التي وضعت للتأريخ لنشأة التداوليات. ويعدّ ريكاناتي واحدا من فلاسفة اللغة الفرنسيين الذين أسهموا إسهاما مشهودا له في حقول التداوليات وفلسفة اللغة وفلسفة الذهن، وله في هذا الشأن مؤلّفات عديدة، وتجاوزت مقالاته المائة، أغلبها كتبها باللسان الإنجليزي، وما تزال مؤلّفاتها الأولى، لاسيما كتاب «الشفافية والتلفّظ. مدخل إلى التداوليات» الصادر عام 1979، وكتاب «الملفوظات الأدائية» الصادر عام 1981، مقدّمات جيّدة للتداوليات. ولئن كان مقاله الذي ننقل ههنا إلى اللسان العربي واحدا من البحوث التي وضعت للتأريخ لنشأة التداوليات، فإنّ مسألة ميلاد التداوليات باتت إحدى أهم المسائل التي أصبحت تعنى بها أدبياتها منذ تسعينيات القرن الماضي، ولم تكن المساعي من قَبل موّجهة للبحث في هذه المسألة بالنظر إلى تاريخ التداوليات الحديث الذي لم يكن قد تجاوز - آنذاك - أربعة عقود من الزمن، ولم يكن المؤرّخ لِيحظى - حينئذ - بالبعد الزماني الكافي من أجل تقويم كلّ التحوّلات التي توالت على هذه المادة الفتيّة، إذ ما فتئت التداوليات تتّخذ، بعد نشر المحاضرات التي كان أوستن ألقاها عام 1955 بجامعة هارفارد، مسارات متعدّدة بالنظر إلى كثرة المظاهر اللسانيّة المتّصلة باستعمال الأفراد المتكلّمين لألسنتهم وتنوّعها، وبالنظر أيضا إلى انتقال الدرس التداولي من فلسفة اللغة إلى اللسانيات والمواد العلمية الفرعية الناشئة عن تلاقي اللسانيات بعدد من العلوم الإنسانية والاجتماعية. ولأجل أهمية هذا المقال في التأريخ لميلاد التداوليات عمدنا إلى نقله إلى اللسان العربي.

الكلمات المفتاحية

جون أوستين ; التداوليات ; الأفعال الكلامية ; المؤسّسات الاجتماعية ; المنطق ; فلسفة اللغة