دراسات تراثية
Volume 7, Numéro 1, Pages 44-57
2013-12-30

موقف جريدة المبشر من المقاومة الشعبية في الجزائر

الكاتب : إبراهيم لونيسي .

الملخص

نحن بصدد الحديث في هذه الدراسة عن الثورات التي كان يقوم بها الجزائريون ضد السلطة الاستعمارية الفرنسية، والملاحظ أنّ أسباب هذه الثورات تعددت وتشعبت، خاصة في انطلاقتها الأولى، فهناك ثورات اندلعت لأسباب شخصية، ثم أخذت بعد ذلك أبعادا وطنية واضحة المعالم، وهناك أخرى تعود لأسباب دينية كثورة سكان واحة الزعاطشة سنة 1849، ولكن مهما يكن من طبيعة أسباب قيامها، فإنّ كلّ هذه الثورات كان يجمع بينها قاسم مشترك واحد ويتمثل في أنّها كانت ترمي في نهاية الأمر إلى تحقيق هدف سام واحد، وهو القضاء على الوجود الفرنسي في الجزائر، والعمل على استرجاع السيادة الوطنية التي اغتصبت سنة 1830م. كما أنّ الدارس لهذه الثورات بشكل مفصل يجدها تتميز في معظمها بالمحلية الضيقة في بدايتها على الأقل، ثم تبدأ في التوسع في المناطق المجاورة للمنطقة التي اندلعت منها الشرارة الأولى، ولكن لم تنجح أي ثورة من هذه الثورات في أن تشمل وتعمّ جميع أرجاء القطر الجزائري، وربّما يعود ذلك إلى سوء التحضير والارتجال. ونودّ الإشارة هنا إلى أنّنا لن نقوم بدارسة وتحليل أسباب قيام هذه الثورات وعوامل انتشارها أو فشلها، بل نعمد إلى تسليط الأضواء على هذه الثورات من خلال إحدى الوسائل التي اعتمدت عليها الإدارة الفرنسية للقضاء على هوية الشعب الجزائري ومعالم شخصيته، عن طريق إتّباع أساليب التخدير والتنويم. وهذه الوسيلة يمكن القول عنها أنّ خطورتها كانت لا تقل أيدا عن الوسيلة العسكرية إن لم نقل أنّها أخطر منها، ألاّ وهي الصحافة التي قال عنها فوليتر (1694-1778) "إنّها الآلة التي لا نستطيع تحطيمها بل هي التي تستمر في تحطيم العالم القديم حتى تكون على أنقاضه عالما أخر جديدا"(2). والجريدة التي سنحاول النظر من خلالها إلى هذه الثورات هي جريدة "المبشر".

الكلمات المفتاحية

الثورات؛ المقاومة الشعبية؛ الجزائر؛ الاستعمار الفرنسي؛ جريدة المبشر.