تاريخ العلوم
Volume 4, Numéro 8, Pages 01-12
2017-06-01

موسوعية الخطاب في "كليّات رسائل النور"

الكاتب : هشام فرّوم .

الملخص

إنّ المتعمق في دراسة فكر بديع الزمان سعيد النُّورْسِي يصل إلى قناعة مفادها أنّ هذا الفكر موسوعي شامل لكل مقومات الأمّة وحضاراتها لتعدد خطاباته وتظافرها. فكر استوعب كافة الاتجاهات والتيارات التي ولدت من رحم الأمة الثقافي، وتربّت في أحضان فضائها الفكري المميز لها. خطاب النورسي في رسائله سياحة في ميادين العلوم على اختلاقها، وتعمّق في مناحي المعارف التي انتجتها الأمة . فلا يكاد يستقر على منحى فكري بعينه، لأنه يحمل بين جنبيه روحًا بلغ من اضطرابها: أنها لا تطمئن إلى التخصص في مادة يرتاح إليها، فهو طالب علم لا يشبع، وناقد لا يرحم، وسائح لا يستقر في مقام. ولأنه قد أحاط علما بمجالات فكر الأمّة كلّها، احتار المؤرخون له في تصنيفه عادة: "أهو فيلسوف أم متكلم أم متصوف أم فقيه". والصحيح أنه في نشاطه الفكري وخطابه النوري كان جميع ذلك، ما أهّله ليكون صاحب مشروع نهضوي إحيائي، فتح من خلاله عهدا جديدا لمن خلفه، ودشّن منهاجا له خاصيته، ونمطا في الحياة له معالمه.

الكلمات المفتاحية

موسوعية الخطاب