الموروث
Volume 4, Numéro 4, Pages 165-186
2015-10-01

التأويل بين فعل الفهم وفعل اللغة؛ حقيقتان متلازمتان من جهة الاستعمال

الكاتب : حفيظة سلس .

الملخص

الفرق بين اللغة وعالم الفهم فرق ما بين الشيء وأثره؛ على أساس أنّ مدار أيّ شيء في الوجود على مقدار ما يحمله وما يؤديه من قدرة على الفهم، أولا في ذاته كذات مستقلة متميزة عن باقي الذوات، ثم فيما يحققه من بعد تواصلي بينه كذات وبين من يلتصق به حتى يظهر في وجوده ظهورا دالا على معنى يريد أن يبلغه إلى المتلقي فتتحدد حواليته التي يسبح فيها. لنقل بطريقة أخرى ونحن نقرب هذا الشيء وأثره بين اللغة والفهم؛ في كون أنّ كل واحد منهما يختلف باختلاف الإطلاق ومن ثم الاستعمال؛ على أساس أنّ خالق الوجود قد أجرى بحكمته التي لا يعلم إلا هو، بأنّ سلطان أحدهما لا يمكن أن يحل حيث يحلّ سلطان الآخر. فاللغة شأنها شأن الأرض التي يكون فيها سلطان النخيل لا يكون العنب بها طائلا ولا كثيرا؛ لأنّه إنّما يخرج في الأرض الرخوة اللينة المعتدلة غير السبخة؛ فينمو فيها ويكثر، كذلكم اللغة لا يمكن أن تجد ضالتها المنشودة فتؤدي وظيفتها التواصلية الإبلاغية إلا في ظل المفردات البائنة السهلة المعتدلة البعيدة كل البعد عن التكلف وما من شأنه أن يعيق الفعل التواصلي من بابه الشمولي.

الكلمات المفتاحية

التأويل ;فعل الفهم; فعل اللغة; الاستعمال;