الاكاديمية للدراسات الاجتماعية و الانسانية
Volume 15, Numéro 2, Pages 93-103
2023-06-30
الكاتب : حاج شريف ابتسام . شارفي عبد القادر .
بات معلوما لدى المهتمين بالفلسفة المعاصرة أن هناك إعادة تفعيل للخطاب الإتيقا على نحوٍ غير مسبوق، ذلك أن التأزم الحقيقي الذي أصاب الإنسان المعاصر كان على صعيد إتيقي بالدرجة الأولى، كوننا اليوم نصطدم بواقع انهارت أمامه جل ثوابت الأمس وفقدت المثاليات الكونية حظوتها، وكخطوة نحو تجديد لغة الحوار وتعزيز قنوات التواصل الإنسانية نجد سعي حثيث للمفكرين والفلاسفة في أوروبا، ويعد "لوك فيري" واحدا من هؤلاء الذين سعوا إلى تفعيل إمكانية العيش المشترك والسعيد في إطار سلمي ونبذ مشاهد العنف. إن مهمة المفكرين اليوم هي انتشال الإنسانية من دوامة التأزم وتخليص الفرد من وهم التفسيرات والدوغمائية التي تعد سبب الرجعية الفكرية والمحور الرئيس في هذا العنف، في حين أن تحقيق سعادته وخلاصه لا يكون إلا بالوسائل العقلية وحدها، وهذا التوجه يجد له صدى لدى الفلاسفة الفرنسيين الجدد وعلى رأسهم الفيلسوف الفرنسي "لوك فيري"، وعليه فإننا نهدف من خلال هذه الورقة إلى إبراز تصوره عن الوضع الغربي المعاصر، في جعل الفلسفة كبديل علماني مكان المقدس وسبيل إنساني للخلاص، واعتبار الدين كممارسة فردية ضيقة بعيدة عن نمط التفكير المعاصر.
لوك فيري ; اتيقا ; الأخلاق ; الخلاص ; السعادة