الخطاب
Volume 8, Numéro 16, Pages 71-88
2013-12-01
الكاتب : نعمان عزيز .
تسعى هذه المداخلة لإظهار مقدار ما يزخر به العمل الروائي للأديبة الجزائرية آسيا جبار من عناصر مُحيلة على هويتها، وعلامات مُعرّفة بانتمائها الثقافي في رحاب مدونة أدبية حميمية وفي كنف رؤية تقوم على قبول الآخر، لا سيما إذا كان ذلك الآخر أحد مخلفات الماضي ومكونات الذاكرة. ومنطلق الاستكشاف رواية "الحب والفانتازيا"(L’amour, la fantasia) (1985) التي توفر للقارئ والدارس، على حد سواء، أرضيات خصبة للتساؤل عن مدى مساهمة الكتابة في الانخراط الهوياتي الثقافي وتحقيق تعايش بين ثقافة وطنية أصلية وثقافة متوسطية أملاها التاريخ وأرستها القيم الإنسانية. فتتأكد مع النص الروائي مسألة البحث عن لغة الحب مقابل لغة الحرب ولغة الأم مقابل لغة الإبداع، وتتولد لدى الكاتبة منطقة وسطى محايدة هي منطقة التلاقي والتبادل، أو ما يعرف عند من عُدت امرأة المغرب الكبير العظيمة بـ "البرزخ" الذي يحدد فضاء الكتابة المتراوح في نصوصها بين جغرافيتين وعالمين وحضارتين. وإلى جانب هذا الوفاق تستعرض الرواية في فصولها المتراكمة سلسلة من حركات متعاكسة ظاهريا قوامها الذهاب والإياب بين الموضوعات والشخصيات والعقد، ومرتكز ذلك التناقض هو التاريخ المشترك الذي أفرز خللا في بناء الهوية، وهو ما حدا بالروائية إلى تكريس فلسفة المواجهة التاريخية التي من شأنها تقديم حلول لوضع التشظي الذي آلت إليه الهوية والتصدي لخطابات كراهية الآخر ورفض الاختلاف، تلك الخطابات التي اتخذت اللغات خصما تحطم به عناصر التعارف بين بني البشر باعتبارها عامل تقارب بينها. تصلح رواية "الحب والفانتازيا" لأن تُعدّ عينة أدبية كاشفة لكتابة قائمة في أصلها على فعل الاستذكار الذي يجعل جبار في حركة دؤوبة بين ضفتين متقاربتين ومتعارضتين في الوقت ذاته، فتبدو في مسيرتها التي لا ينال منها الكلل راسمة لمنطقة ما بين ثقافية تطبعها ألوان التوحد والتضامن والتنوع الثقافية والإنسانية المتدفقة من فضاء ما وراء الحدود واللغات والأجناس. الملخص بالفرنسية: L’œuvre romanesque d’Assia Djebar montre un nombre important d’éléments ayant un lien direct avec l’identité et l’appartenance culturelle. A travers les nombreux textes romanesques se vérifie la question relative à la quête d’une langue d’amour en opposition avec une langue de guerre, et une langue maternelle en opposition avec une langue de la création. Se vérifie aussi la question relative à l’apparition chez celle qui est considérée comme la plus grande femme du Maghreb d’un entre-deux neutre qui constitue l’espace voué à la rencontre et à l’échange, ou ce qui est qualifié en arabe de «barzakh» qui désigne l’espace entre deux géographies, deux mondes et deux civilisations. L’amour, la fantasia est un modèle littéraire qui témoigne d’une écriture axée à l’origine sur la remémoration, dessine un espace intra cultuel situé au-delà des frontières, des langues et des genres. Je voudrais démontrer de quelle manière ce roman offre au lecteur, au même titre qu’au chercheur, quelques terrains fertiles permettant de s’interroger sur l’éventuel rôle que jouerait l’écriture dans l’accomplissement identitaire et culturel.
--
لواحش نادية
.
بلاز نور الدين
.
ص 493-510.