مجلة متيجة للدراسات الإنسانية
Volume 1, Numéro 2, Pages 199-229
2014-12-01

حملة أحمد المنصور الذهبي على السودان الغربي (999-1012ه/1591-1603م)

الكاتب : وردة دهماص .

الملخص

اختلفت آراء المؤرخين حول حملة أحمد المنصور السعدي على السودان الغربي (999-1012ه/1591-1603م) بين مؤيد ومعارض، فهناك من اعتبر أنها تدخل في نطاق الجهاد، أما آخرون رأوا أنها مجرد غزو هدفها نهب خيرات السودان الغربي. لم يكن أحمد المنصور أول سلطان سعدي فكر بغزو السودان الغربي، فالحملة لها جذور تاريخية تعود لأسلافه الذين حاولوا دون جدوى، حيث لم تستوف شروط نجاحها إلا في عهده. فقد عانت المنطقة في نهاية القرن العاشر هجري/ السادس عشر ميلادي اضطرابات وحروب بين ممالكها، وكانت مملكة سنغاي الإسلامية أكبرها. كان المنصور يرى أنه أحق بالخلافة من السلطان العثماني نظرا لنسبه الشريف، لذلك تذرع بحمل راية الإسلام، أو بالأحرى اصلاح الإسلام الأسود في مملكة سنغاي، مستفتيا في ذلك شيوخ وعلماء بلاده. بعدها مباشرة استعد لحملة ضخمة، فأشرف على تدريب جيوشه وأمر بمضاعفة الضرائب للتزود بالمؤونة والعتاد. في 1محرم 999ه/ 16أكتوبر 1590 انطلقت الحملة من مراكش وصولا إلى ضفاف نهر النيجر، حيث مرت بثلاث مراحل، فتمثلت المرحلة الأولى في إخضاع أهم المدن السودانية كغاو وتمبكتو بقيادة جودر باشا، أما ثاني مرحلة كانت بقيادة محمود بن زرقون، الذي أرسل من طرف الذهبي للقضاء على الأسقيا إسحاق الثاني. آخر مرحلة في الحملة هي فترة تعاقب أربع باشوات لاستكمال إخضاع بقية الأقاليم السودانية، هم الباشا منصور بن عبد الرحمان، الباشا محمد طابع، الباشا عمار العلجي والباشا سليمان. هكذا نال المنصور ما أراده من بسط سيطرته على مملكة سنغاي والممالك المجاورة لها، فامتلأت خزائنه ذهباً حتى لقب بالذهبي، كما لفت أنظار الأوروبيين للذهب الأفريقي، بهذا كانت حملته نعمة على السعديين، ونقمة على السودانيين.

الكلمات المفتاحية

أحمد المنصور، الذهبي، السودان الغربي، السعديون، سنغاي، الأسقيا