الحوار المتوسطي
Volume 4, Numéro 1, Pages 123-127
2013-03-15
الكاتب : هرباش زاجية .
بسطت الدولة الموحدية نفوذها على كامل أراضي الإمبراطورية المرابطية سواء كان ذلك في المغرب أو في الأندلس، ولقد كانت غرناطة آخر معقل مرابطي في الأندلس صمد أمام ضربات الجيوش الموحدية. توفي يحي بن غانية في سنة 543هـ/1148م وأوصى أخاه محمدا بن غانية بالانتقال إلى جزر البليار قبل وفاته، فما كان من حاكم جزر البليار إلا أن يمتثل لأوامر أخيه، ويستقر بجزره قرابة الثلاثين عاما، اهتم بتحصينها، وبتقوية جيوشها وأسطولها، واستقبل بها فلول المرابطين الفارين من الأندلس، والمغرب واستمر في سياسته التي اتبعها أولاده من بعده فتحولت تلك الجزر إلى مملكة مرابطية مستقلة. عرفت جزر البليار أزهى عصورها في عهد إسحاق بن غانية من سنة 550هـ إلى 580هـ 1146/1184م إلا أن فترة حكم هذا الأخير لم تكن عادية لأنها ستدفع أبناءه من بعده إلى الدخول في حرب ضروس مع الدولة الموحدية التي تمكن كل من محمد وإسحاق ابنا غانية من تجنبها حفاظا على كيانهم واستقلالهم إلا أن هذا الاستقلال سرعان ما هددته الاستفزازات الموحدية التي طلبت على لسان خليفتها أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن تحديد موقفهم من السلطة الموحدية إما بإعلان الطاعة والولاء لها، أو بالتمرد عليها فكان الردّ سريعا منهم بحرب بدأت من بجاية في 06 شعبان 580هـ/13 نوفمبر 1184م بقيادة علي بن غانية برفقة إخوته يحي،عبد الله، والغازي تاركا أمر مملكته لأخيه طلحة لتشمل هذه الحرب منطقة المغرب الأوسط، وإفريقية وجزر البليار (الجزرالشرقية) إلى غاية سنة 633هـ/ 1237م انعكست على القوتين الإسلاميتين بنتائج وخيمة شملت جميع الميادين استفاد منها بالدرجة الأولى النصارى الذين استرجعوا الأندلس من بين أيديهم وتركوهم متطاحنين في بلاد المغرب الإسلامي.
ثورة بني غانية -الدولة الموحدية -الإمبراطورية المرابطية -جزر البليار .
مصطفى مغزاوي
.
ص 41-50.