الحوار المتوسطي
Volume 3, Numéro 1, Pages 190-198
2012-03-10
الكاتب : رابح مراجي .
لقد ساد الاعتقاد منذ القديم و حتى يومنا هذا بأن العلوم العقلية تتمثل في الفلسفة و المنطق، باعتبارهما يشكلان ثنائيا لمن أراد البحث في الميثافيزيقا أو العلوم العقلية، وهذا ما يذهب إليه الكثير من المستشرقين في هذا المجال، و كأن الفلسفة الاسلامية هي الفلسفة المشائية لا غير. إلا أن هذا الرأي ينمحي و يتلاشى من أذهان مروجيها اذا هم أقبلوا على دراسة الفكر الاسلامي، حيث يظهر أن الفلسفة الاسلامية الحقيقية يعود تاريخها الى بداية ظهور الاسلام و هي مستمرة الى يومنا هذا، و تتمثل هذه الفلسفة في الآراء الكلامية، و في بحث القضايا ذات الطابع الفكري و الفلسفي، وذلك قبل أن يكون للمسلمين أي اتصال بالثقافات غير الاسلامية، و نلمس في هذه الفلسفة بحث في القضايا التعلقة بالانسان، وبخالق هذا الوجود، وحرية، وجزاء، وامامة، وقضاء و قدر، وصفات الخالق... و غيرها من القضايا الفكرية المستمدة من الشريعة الاسلامية و التي اختلف بشأنها المتكلمون، مما أدى الى استعمال أدلة لتثبيت موقف في مقابل موقف آخر، فكان للدليل النقلي و الدليل العقلي حضور في معالجة هذه القضايا. و منه فإنه يمكننا طرح الإشكال الآتي : هل النقل لوحده كاف في اثبات تلك القضايا؟ أم لابد من وجود المنهج العقلي، خاصة و نحن نعرف أن بعض القضايا متعلقة بالخالق أو بالإنسان تحتاج الى دليل عقلي لاثباتها ، ليس فقط على مستوى الرقعة الإسلامية، و انما يتعدى الى خارج الرقعة الإسلامية، الى حضارات كان الإسلام قد وصل اليها، و بالتالي ضرورة مخاطبة أهله بنفس منهجهم حتى تثبت الحجة عليهم و قبول ما جاء في الشريعة الاسلامية، من وحدانية و نبوة و ايمان بالكتاب و الملائكة... و غيرها وهي موضوعات علم الكلام . أم نرى أن النقل لوحده غير كاف و العقل لوحده غير كاف، و بالتالي ضرورة الجمع بينهما لكون القضايا تختلف في طرق البرهنة عليها. ذلك هو الاشكال المطروح و الذي نحاول معالجته في هذه الورقة. بداية التفكير لدى المسلمين:
المتكلمون- العقلي- النقلي- الفلسفة الإسلامية.
بودينار ليندة
.
ص 219-232.
بوعمامة نجادي
.
ص 129-148.