مجلة الحكمة للدراسات الاسلامية
Volume 2, Numéro 2, Pages 56-75
2015-07-01

الإعلام الالكتروني المتطرف وسبل مواجهته تنظيم داعش نموذجا

الكاتب : رضا بن مقلة .

الملخص

أصبحت شبكة المعلومات الدولية (الانترنت)، جزءا من حياتنا اليومية الشخصية والمهنية، نظرا لما توفر هذه الشبكة من خدمات فريدة للأشخاص والمؤسسات والدول، ممثلة في تبادل المعلومات بكافة أشكالها ونصوصها وصورها...الخ، بشكل سريع وسهل. وقد أصبحت الانترنت في هذه الأيام مسيطرة في كل مكان، فعناوين الويب تظهر في الإعلانات والصحف والتلفاز... هناك برامج تلفزيونية ومجلات مخصصة للانترنت ، وأصبح كل برنامج جديد للحواسيب أو الهواتف الذكية مزود بالعديد من مزايا الانترنت ويصفون بأنها فسيحة رحبة ومتغيرة على الدوام. لذا فلا أحد يدعي أنه سيدها، ولم يستطع أحد أن يغوص في أعماقها، ولا أحد يعرف كل شيء عنها لأنها تتغير كل يوم. لكن المتصفح في أعماقها كربان السفينة، يستطيع أن يرسم طرقه في البحار كل مرة، وكل رحلة مليئة بالكنوز والمعلومات الجديدة، فإما أن تكون مفيدة وتزيد في الثقافة والتعليم وإما أن تكون مسيئة فتزيد من الانحراف. وهذا الأخير ما استغلته جماعات متطرفة، لتمرير أفكارها وتجنيد صفوفها، مستغلة الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها الشباب في العالم عامة والعربي والإسلامي خاصة. فادت إلى نشوب حروب "الكترونية" يراها البعض اشد فتكا من الحروب التقليدية، بما لها أثار تدميرية كبيرة خاصة على العقل البشري. لذلك بدأ المجتمع الدولي في الآونة الأخيرة التحرك لسد هذه الثغرة الإلكترونية الخطيرة في جبهة مكافحة الإرهاب عبر العديد من الإجراءات. ومن ذلك دعوة «اليونسكو» لعقد مؤتمر في باريس، لدراسة السبل الكفيلة بمكافحة التطرف والتشدد لدى الشباب في المجال الإلكتروني، وجاء في بيانها الإعلامي: أن الإنترنت باتت تشكل جزءاً أساسياً من حياة الشباب اليوم، من التنشئة الاجتماعية والترفيه، إلى أداء الواجبات المنزلية، وهي تتيح فرصاً جديدة واسعة النطاق للاتصال والتعليم، وفي الوقت نفسه توفر الشبكة الإلكترونية للمتطرفين والمتشددين أدوات فعالة لنشر الكراهية والعنف واصطياد المجندين المحتملين، وإعدادهم للتحرك، مما يؤدي إلى إنشاء جماعات في الفضاء الإلكتروني من شأنها تشجيع التشدد على الصعيد العالمي

الكلمات المفتاحية

الإعلام، الانترنت، التطرف الإعلامي، داعش (تنظيم الدولة)، الحرب الالكترونية.