المعيار
Volume 15, Numéro 29, Pages 291-306
2012-06-09
الكاتب : أحمد شوتري .
يتميز المجال الجيوسياسي العربي بمزايا كبيرة قلما نجدها في مجالات جغرافية وسياسية أخرى في العالم، منها المساحة الواسعة (14 مليون كم2)، و25 ألف كم من الشواطئ الممتدة الدافئة، والغنية بالثروات، وقوة بشرية تتعدى 350 مليون نسمة معظمهم شباب بالإضافة إلى وحدة اللغة والثقافة، وسيادة العقيدة الإسلامية، بالإضافة إلى توسطه القارات الثلاثة الهامة التي تشكل مركز النشاط العالمي قديما وحديثا (أسيا وافريقيا وأوروبا)، وإطلالة شواطئه على المحيطات والبحار الهامة كالأطلسي والهادي والمتوسط، وتحكمه في أهم المضايق الدولية كباب المندب، والسويس، وهرمز، وجبل طارق، واحتوائه على أهم الثروات العالمية كالنفط والغاز، ناهيك عن كونه مركزا للأديان السماوية الثلاث، ومساهمته في الحضارات الإنسانية المتعاقبة كاختراع الكتابة في العهد السومري والعجلة وسن القانون في العهد البابلي، ومساهمته في صناعة القرارات الدولية في عهد اللإمبراطوريتين الإسلاميتين الأموية والعباسية، ومركز اشعاع علمي وثقافي لأوروبا في العصور الوسطى عن طريق الاندلس. كل هذه العوامل والمميزات جعلت من المجال الجيو السياسي العربي هدفا للقوى الكبرى المتصارعة على النفوذ، والتي ظهرت وتنامت بعد الثورة الصناعية في أوروبا في القرن 19، وعرضه للإحتلال والتقسيم والتخلف، وتعطيل دوره الإنساني، وإشغاله بعد الحرب العالمية الثانية بصراعات وحروب عن طريق الكيان الصهيوني الذي زرع في أراضيه بتواطؤ أوروبي وأمريكي. واليوم وفي ظل استمرار حالة الضعف العربي التي تشمل كل أقطاره، وعجز هذه الأقطار للإرتفاع إلى مستوى التحديات الدولية للنهوض، تبقى الوحدة القومية والتكامل الإقتصادي العلمي والعسكري، هو الحالة المثلى لاستعداد الأمة لمواجهة كل التحديات بما فيها تحديات العولمة لأنها تحديات اقتصادية اجتماعية وثقافية تستهدف الأرض والثروات والهوية والعقيدة، ولعل ما تشهده الساحة العربية منذ أكثر من سنة سينقل الأمة إلى مرحلة جديدة تساعدها على النهوض ومواجهة هذه التحديات.
الوطن العربي - التحولات العالمية
خيدر محمد كريم
.
ص 162-176.
سمير حمياز
.
ص 158-184.
عمارة فاتح
.
ص 351-371.