المعيار
Volume 14, Numéro 27, Pages 221-244
2011-12-06
الكاتب : شهناز سمية بن الموفق .
إذا كان أصل الأصول في المسيحية هو الإيمان باللامعقول( )، وأن الإيمان "منحة لا دخل للعقل فيها".. فإن تقنين المجامع وفق قرارات الآباء لألوهية المسيح ثم ألوهية الروح القدس واستكمالهم بذلك الثالوث الأقدس لم يحل دون استنكار أصحاب "العقول الراجحة" والآراء السديدة. وقد تعددت المجامع ولكنها لم تحسم أي خلاف حول العقيدة ولا بشأن الوحدة المسيحية بل ولّدت خلافات جديدة وعمقتها بقرارات الطرد والحرمان، والجدير بالذكر أن المناقشات في "موضوع العقيدة" لم تؤيد بنصوص إنجيلية صريحة وإنما جاءت نتيجة لتأويلهم النصوص المتشابهة وجعلها دليلا على معتقدهم من ذلك ما ورد في إنجيل متى 1: 18. إلا أن هناك فقرات من الإنجيل- أبقاها الله لتكون خزيا عليهم- من الذين أخرجهم الله من أصلابهم ليكونوا حجة عليهم ، كالتي جاءت في لوقا 1: 26. وبهذا التفسير يكون الروح القدس المراد به: جبريل -عليه السلام- في كل موطن ورد ذكره فيه. وليس في الأناجيل أيّ عبارة صريحة تدلّ على المعنى الذي يدّعونه في "الروح القدس" وهو الألوهية علاوة على اضطرابهم وعدم توصلهم إلى فهم "كنه الروح" مع صريح ما تدل عليه ظاهر نصوص الإنجيل والتي تؤيدها نصوص الكتب الإلهية السابقة وشهادة القرآن الكريم كما جاء تفصيله في هذا المقال من خلال هذه الدراسة التاريخية النقدية على أنه الوحي الإلهي والقوة المباركة التي يمد بها الله من يشاء من عباده المؤمنين.. ولكنها زاغت بصائرهم عن الحقّ، فترى أعمالهم تذهب عليهم سُدى.. لخبطهم على غير هُدى..
الأقنوم الثالث - النصارى - دراسة تاريخية نقدية