الباحث
Volume 2, Numéro 3, Pages 59-76
2010-09-12
الكاتب : طارق ثابت .
إن تتبع مسار التلقي في التراث النقدي العربي يكشف لنا عن تمظهرات عدة لشخصية المتلقي، والتي كانت مستترة في تقمصات مختلفة لا تحيد في معظمها عن ما يسمى بـ المتلقي النموذجي؛ الذي يُقصد به الاحترافية والتفوق في الوصول إلى مكنونات أو استكناه النص؛ عبر ما كان متاحا آنذاك من خبرة فنية، وملكات نقدية وذوق فطري، ولهذا كان كل متلقي عبر التسلسل الزمني هو درس أو نص نقدي يضاف إلى قائمة النصوص النقدية لتُشكل في النهاية رصيدا معرفيا قابلا للتوالد والتنامي عند مصادفة أي متلقي جديد، وحتى نستوضح مدى فطنة وتنبه الناقد التراثي بدور المتلقي وكذا التلقي بوصفه عاملا مهما لمعرفة جودة النص؛ اخترنا مدونة نقدية هي عيار الشعر لابن طباطبا العلوي كعينة نستجلي من خلالها آثار هذا الإدراك وأبعاده النظرية، ومعرفة ضرورة مشاركة المتلقي في الكشف عن الجماليات في النص الشعري القديم؛ وهذا ما نجده لدى ابن طباطبا الذي وعى مبكرا بثنائية النص/ المتلقي التي صارت مدارا للدراسات الحداثية النقدية؛ فهو ينطلق من المبدع أي الشاعر ليصل إلى المتلقي عبر طريق غير مباشرة، وما تركيزه على الشاعر في تعليمه لأصول الصناعة الشعرية إلا مطية لبلوغ النص الشعري المتقن، الذي بدوره يكون هو السبيل إلى المتلقي الآخر، وهذا ما سوف تحاول بحثه هذه المداخلة؛ وذلك بدراسة جهود ابن طباطبا في حقل التلقي من خلال معرفة عيوب ومحاسن التلقي، وكذا طرق استمالة المتلقي.
المتلقي ; الشعر العربي ; القديم ; عيار الشعر ; ابن طباطبا