الحوار المتوسطي
Volume 1, Numéro 1, Pages 115-129
2009-03-15

التنظيم السياسي و الإداري في الجزائر منذ الاحتلال إلى غاية إرساء أسس الدولة الوطنية 1962

الكاتب : بومدين طاشمة .

الملخص

هناك مجموعة من الملاحظات والضرورات المنهجية تحكم دراسة الأصول التاريخية للعمل التنموي السياسي- الإداري قبل وأثناء الثورة التحريرية الجزائرية، هذه الملاحظات والضرورات المنهجية يمكن تحديدها في مجموعة من العناصر: (1 ــ أن بيروقراطية الإدارة ومسار تطور العمل السياسي في الجزائر منذ الاحتلال إلى غاية الاستقلال لم يعرف مراحل تاريخية متميزة ومحددة على الأقل من الناحية السياسية- الإدارية، على الرغم من أن الكثير من الدارسين حاولوا أن يميزوا بين مرحلة وأخرى، أو بين فترة حكم مدني وحكم عسكري. مع العلم أنه مهما اختلفت النعوتات والتسميات فلم يتغير شيئا من جوهر الموضوع وهو احتلال الجزائر، وتوظيف البيروقراطية الإدارية كأداة - مكملة للوسائل الأخرى- لاستغلال الانسان والأرض، ومسخ الشخصية الجزائرية العربية الإسلامية. 2) ــ أن تخصيص دراسة تطور العمل التنموي السياسي-الإداري منذ فترة إاندلاع الثورة إلى غاية إرساء أسس الدولة الوطنية 1962، لا يعني أن بذور بيروقراطية الإدارة الجزائرية انبثقت خلال هذه المرحلة. وإنما امتدت جذورها إلى العهد التركي، حيث كانت الإدارة آنذاك أقرب للإدارة العسكرية منها إلى الإدارة المدنية، وذلك لغطرستها وتعاليها على الشعب الجزائري والاهتمام بخدمة مصالحها. ونظرا لكون هذه الملاحظة أساسية من وجهة نظري، فهي تحتاج بدورها إلى دراسات تاريخية متخصصة ومعمقة، ولذا اكتفيت أن أدرس بداية من ثورة التحرير إلى غاية الاستقلال (1962-1954) تاركا المراحل التاريخية في عهد الحكم التركي وعهد الاحتلال الفرنسي (1954-1830) لأهل الإختصاص والتي تحتاج إلى دراسات معمقة ومستقلة. 3) ــ النقطة المنهجية المهمة التي تحكم هذه الدراسة، والتي يمكن الإشارة إليها أيضا، هو أن عند دراسة مسار التنظيم السياسي والبيروقراطي منذ الاحتلال إلى غاية تشكيل الدولة الوطنية في الجزائر يجب أن نؤكد أنه كانت هناك إلى جانب الإدارة الفرنسية في عهد الإحتلال إدارة وطنية منافسة وموازية لها وفق إمكانياتها المتواضعـة بقصد إزالة الاغتراب الإداري الذي عان منه الشعب الجزائري ، لذا لا يمكن أن ندرس التنظيم السياسي- الإداري الذي انتهجته الإدارة الفرنسية دون التطرق للإدارة الوطنية أثناء حرب التحرير الوطني ، لأن تلك الإجراءات واللجان التي انبثقت عن قيادة جبهة التحرير الوطني، لأن تلك الإجراءات رغم بساطتها في مجال تنظيم العمل السياسي والإداري للبلاد كان لها انعكاس كبير على مجرى الأمور خاصة في المرحلة الأولى من الاستقلال السياسي للجزائر.

الكلمات المفتاحية

التنظيم السياسي و الإداري -لجزائر-الدولة الوطنية -الثورة التحريرية الجزائرية.