مجلة السراج في التربية وقضايا المجتمع
Volume 3, Numéro 3, Pages 29-43
2019-09-01
الكاتب : نعيمة سليمي . عبد الباسط هويدي .
يمكن فهم و إدراك مضمون الهوية بكونها تمثل بآن واحد حالة الانتماء الفردي والجماعي اذ تعد الهوية بأشكال تجلياتها المتنوعة والمتعددة مرتبطة بشكل وثيق بالتاريخ والتراث بوصفهما المكونان الأساسيان للذاكرة المحدٍّدة لشكل تمظهر الهوية الفردية في سياق تجلياتها المجتمعية.. فالهوية بمستويات معينة تتأثر في سياق تناميها وتطورها المتغير والمتبدل بالشرط العام المستغرق لجملة العوامل الذاتية والموضوعية الخاصة ، فهي لذلك غير ثابتة وغير مغلقة بل تخضع كأي ظاهرة اجتماعية للتغيّر في سياق التطور الاجتماعي ، وهذا لا يعني على سبيل المثال لا الحصر انتفاء صفة العروبة عن الإنسان العربي لأي سبب كان لأن الهوية بهذا المستوى تمثل حالة انتماء لا مجال فيها للتحول ، ذلك لجملة من الأسباب تتعلق بالتاريخ والتراث والثقافة والأصول القومية والعرقية وبل يمكن للفرد أن يكون مثلاً عربياً ،كردياً يتكلم اللغة العربية والفرنسية و الإنكليزية مدافعاً عن حقوق المرأة ، ويمكن بذات الوقت أن يكون عربياً ويحمل الجنسية الأمريكية ،و بذلك فمن الصعوبة بمكان تحديد أو ضبط شكل تجليات الهوية الفردية المحكومة بالتطور والتغيّر في إطار أو سياق أو شكل وحيد و محدّد ، لكونها تخضع لمسار تطور متعرج ومتنوع . فالهوية يمكن ضبط مضمونها وتحديد شكلها في حالة السكون والثبات، لكن هذا الشكل من التحليل والتحديد لا يتمتع بالموضوعية والدقة.
الهوية، التأويل الفلسفي، المواطنة
محمد البشير الهاشمي مغلي
.
ص 228-243.
صالح زياني
.
آمال حجيج
.
ص 73-95.