Dirassat
Volume 11, Numéro 2, Pages 69-107
2020-12-25
الكاتب : بوثلجة فازية .
لقد ظهر في الفكر الإسلامي المعاصر خطاب جديد وتيار شامل سجل حضوره المميز على الساحة الفكرية المعاصرة، لأنه لم يقتصر على معالجة قضايا فقهية أو دعوة سياسية لمقاومة الاستعمار والتبعية، بل هو خطاب تجديد ينطلق من اعتبار الاسلام مشروعا حضاريا متكاملا لا يخص بيئة مكانية ولا ظرفا زمانيا ولا جنسا معيننا، وإنما تميز هذا الخطاب في تبنيه لأدبيات الدين الأساسية وهذا ما يجعلنا نصطلح على تسميته ب: تيار التجديد الحضاري وقد ظهر هذا اللّون من التجديد إبان تردّي الحضارة الإسلامية والتي عاصرت ظهور ابن خلدون الذي أرجع سقوط الحضارة الإسلامية إلى انتشار البدع في الدين وما صاحبه من جمود في الفقه وشلل عقلي وتمزق سياسى مما مهد للاستعمار. ولذلك فإن دعوة ابن خلدون التجديدية قدمت علاجا مناسبا لازمة أمته وقد أدرج أغلب الباحثين على اعتبار مالك بن نبي بمثابة إبن خلدون العصر الحديث، وأعظم وأبرز مفكر أولى عناية فائقة للفكر الحضاري الإسلامي منذ ابن خلدون، فهو من أرسى قواعد مدرسة التجديد الحضاري في الفكر الإسلامي المعاصر حيث إنفرد عن أقرانه من المصلحين بأنه درس مشكلات الأمة الإسلامية إنطلاقا من رؤية حضارية شاملة ومتكاملة وقد أظهر تيار التجديد الحضاري عند مالك بن نبي مهارة فائقة في تشخيص النفسية الأوروبية وإكتشاف عيوبها حيث رأى أن هناك نزعة عدوانية تجري في عروق الحضارة الغربية تجاه الآخرين وأن كتابه (شاهد القرن) خير شاهد على هذه الحضارة بكل إيجابياتها وسلبياتها وهنا يدق بن نبي ناقوس خطر الحضارة الغربية على العالم الاسلامي، الكلمات المفتاحية :التجديد ، الفكر ، الثقافة ،مالك بن نبي، الحضارة ،عالم الافكار ،عالم الاشياء ،عالم الاشخاص
التجديد ; الفكر ; الثقافة ; الحضارة ; عالم الاشياء ; عالم الافكار ; عالم الاشخاص
النوعي عبد القادر
.
ص 703-730.