مجلة دراسات في سيكولوجية الانحراف
Volume 2, Numéro 1, Pages 44-56
2017-06-30
الكاتب : سعاد بن عبيد . امينة النوي .
لم يعد دور المؤسسات العقابية في إطار الفلسفة العقابية الحديثة ينحصر فقط في تنفيذ العقوبة بهدف الحفاظ على أمن المجتمع وحمايته من خطر الجرائم التي يقوم بها الأشخاص المنحرفين؛ بل تعد ىدورها إلى إصلاحهم وتهذيبهم وعلاجهم عن طريق استعمال أفضل الوسائل والبرامج لإعادة تأهيلهم بما يساعدهم على الاندماج مجددا في المجتمع كأفراد صالحين. فالتأهيل المهني (التكوين المهني) يمثل واحدا من البرامج التأهيلية الأساسية التي تقدمها المؤسسات العقابية والذي يمكن النزلاء خاص فئة الشباب منهم من تنمية مداركهم قصد تسهيل مهمة إعادة إدماجهم، من خلال الشهادة التي يتحصلون عليها والتي تثبت مؤهلات ومقدرة النزيلو تساعده في الحصول على عمل بعدالإفراج عنه. ويساعد التأهيل المهني نزيل المؤسسات العقابية على تحسين حالته النفسية من خلال تغيير نظرته عن ذاته ومفهومه لها وذلك بإدخال خبرات جديدة تمكنه من استعادة الثقة في نفسه التي لم تكن له أوكان ينكرها على نفسه، وبدخول هذه الخبرات ضمن تنظيم الذات بطريقة شعورية يزول الإحساس بالدونية والضعف والتوتر ويتولد شعور بالاتزان الشخصي الذيي حقق التوافق بين النزيل وذاته من جهة وبين هوبين الآخرين والمجتمع عموما منجهة أخرى، حيث أن الذات الاجتماعية يمكن تعديلها وتغييرها في إطار أوضاع جديدة، وهذا ما يجعل من المؤسسة العقابية مؤسسة اجتماعية مهمة لنزلائها الذين تنقصهم المكانة الاجتماعية المقبولة في المجتمع وذلك لما يحققه التأهيل المهني بالإضافة إلى عدة برامج أخرى للتأهيل على توفير الخبرات المفضية إلى شعور إيجابي بالذات تؤدي إلى استعادة النزيل لثقته بنفسه وشعوره بقيمتها وتسهل له الاندماج السليم ثانية في مجتمعه.
الكلمات المفتاحية: التأهيل المهني؛ مفهوم الذات، نزلاء المؤسسات العقابية.
مساوي حسان
.
ص 494-507.