AL-MUTARĞIM المترجم
Volume 17, Numéro 1, Pages 57-82
2017-06-30

الترجمة للأطفال بين ثقافة الأنا والآخر

الكاتب : عيسى بريهمات .

الملخص

عندما نسعى إلى إنجاز عمل ترجمي للأطفال ينبغي لنا أن نتسلح بأقصى درجات الحيطة والحذر، لأن الترجمة للأطفال مهما بدت بسيطة فهي أعقد الترجمات وأرهفها فهي تحتاج منا نخل وغربلة ما لدينا من معطيات حول واقع الطفل وثقافته عالميا ومحليا مع رصد مفهوم الطفولة وتحيِّنه بكل مستجداته. يعد موضوع الترجمة للطفل من أهم وأخطر النشاطات في حياة الأمم والدول، وذلك لأن الطفولة الصالحة والمعدة الإعداد الهادف والمخطط، هي الاستثمار الثقاقي المثالي لغد أفضل. إن الترجمة أو الكتابة للطفل - بوصفها استراتيجيه تنموية - لا ينبغي أن تترك للصدف دون مراقبة صارمة ودون تقويم وتوجيه، فلا يعهد بها لمن هب ودب ولمن لا يرعاها في نطاق بيئتها وثقافتها المحلية من مثل الترجمة العرضية أو الترجمة العفوية أو المُسْتَهْدِفة الواردة علينا من ثقافات أجنبية غريبة عنا والتي تلفظ أحيانا سموما تفتك بالناشئة نراها من يوم لآخر تزداد حجما وضغطا عبر الوسائط الإلكترونية حتى كادت تهمش دور المؤسسات المنوط بها تربية الطفل والترجمة له في نطاق احترام خصائصه وثقافته. إن الترجمة العفوية أو الهادفة عبر الوسائط السمعية البصرية التجارية والأجنبية تبدو أحيانا كفضاء عازل يحول دون تفاعل الطفل مع محيطه وظروفه الواقعية البانية لهويته الحقيقية.في هذا السياق لسنا ضد التباين الثقافي أو اللغوي ولكن على الأقل نحول دون السيل الثقافي الجارف الذي تمارسه الأمم القوية على الأمم الضعيفة بواسطة الترجمة الأدبية بل حتى العلمية التي بات وسيلة لتغريب الطفل العربي عن واقعه ومجتمعه وأمته فيتحول إلى معول هدم لهويته ونصيرا للهوية الأجنبية الهوية الممارس للاختراق الثقافي عبر الترجمة بكل أشكالها ومعداتها التكنولوجية. والمترجم العربي عندما يهتم بإنتاج كتاب أو عمل فني للطفل؛ فهو يخاطب حاجات الطفل اللغوية والوجدانية والخيالية...، ولكن إلى أي مدى كان نجاح ترجماتنا العربية؟ وهل خاطبت حاجات وطموحات الطفل فعلاً؟ هل حرضت خياله وكرست الحوار معه ونمت حريته وابداعيته؟. لماذا تهيمن الترجمة الغربية وتشد اهتمام أطفالنا؟ ما السبيل إلى ترجمات عربية تكون في المستوى المطلوب تكرس قيما إنسانية وتبث روح الطفولة الحقيقية التي تقوي وتدعم إحساس الطفل بالخلق والنظام والقانون؟ هذا ما ستجيب عنه ورقتنا البحثية هذه.

الكلمات المفتاحية

ترجمة؛ أطفال؛ ثقافة؛ الأنا والآخر؛ تقنيات؛ آليات؛ ذاكرة؛ هوية