مجلة النقد و الدراسات الأدبية و اللغوية
Volume 5, Numéro 1, Pages 27-35
2017-04-16

التناص في الشعر الفلسطيني المعاصر قراءة في المصادر والتجليات

الكاتب : بردادي بغداد .

الملخص

مفهوم التناص: التناص آلية من أدق الآليات التي تناولها النقد، بل ومن أشكلها تعقيدا، لا من حيث البحث في ماهيته النقدية النظرية أو التطبيقية، فهل التناص من السرقات أم هو توارد خاطر؟ وهل حضور النصوص الواردة في ذهن الكاتب زمن الكتابة يقع عفو الخاطر أم أن فعل استحضار الكاتب للنصوص ساعة الكتابة قصدي بوعي وافتعال إرادي؟ ثم هل المصطلح متباين المدلول تباين الدال(التناص-التفاعل النصي- المتعاليات النصية). تلك معضلات التناصية والنقد المعاصر؟ ندع هذا الاختلاف الذي وقع بين أهل الاختصاص باعتبار أن البحث يشتغل على متن معين (النص الشعري الفلسطيني المعاصر) بصورة عملية، ونخلص من زخم إشكاليات علم التناص إلى مصطلح (التناص) "الذي شاع وانتشر، بعد أن استفاضت الحديث فيه مؤخرا المناهج النقدية الأسلوبية ولألسنية والبنيوية والسيميائية"1. دخل التناص"في النظرية الأدبية وفي تحليل الخطاب النقدي وما بعد الاستعمارية...، أول مرة النقد الفرنسي في أواخر الستينات من طرف (جوليا كريستيفا) سنة 1969في مناقشتها ودراستها لأفكار الفيلسوف اللغوي الروسي ميخائيل باختين، وخصوصا مبدأ الحوارية لديه"2، وقد نعتته (جوليا كريستيفا)-ضمن حدود التفاعل النصي-بالمجال الذي" يلعب فيه ويمارس ويتمثل التحويل الإبستمولوجي والاجتماعي والسياسي. فالنص الأدبي خطاب يخترق حاليا وجه العلم والإيديولوجيا والسياسة ويتنطع لمواجهتها وفتحها وإعادة صهرها"3. وهذه إشارة صريحة إلى طبيعة النص الشعري الفلسطيني من حيث تعدده، ليس وحسب في تقاطع مضامينه الفكرية مع مضامين النص الشعري العربي قديمه وحديثه، بل وكذلك يتقاطع مع النصوص العالمية ويتفاعل مع حدثها الإنساني في مستوى البناء اللفظي والتركيبي كما تمثلته النصوص الرافدة والغائبة المتقاطعة مع النص الحاضر. تلك طبيعته، إلا أننا نجد له سمة خصوصية، وهي تماهيه في الشأن الفلسطيني وقضيته التحررية، وتفاعله مع الحدث الإنساني خاصة المقاوم منه عبر مسار البشرية، وتلك حقيقة التناص كما بينها(مارك أنجينو) في معرض ذكره لماهية التناص،فـ"هي تقاطع في النص مؤدى مأخوذ من نصوص سابقة"4.

الكلمات المفتاحية

التناص-الشعر