المجلة التاريخية الجزائرية
Volume 3, Numéro 1, Pages 08-30
2019-06-30

الفن الصخري والكتابة الليبية في بلاد المغرب القديم

الكاتب : حفيظة لعياضي .

الملخص

قبل أن تصل الكتابة الليبية إلى الشكل الذي نعرفه عنها اليوم، نجد أن لها مراحل عدة رسمت تاريخها وتطورها، هذا الأخير الذي ارتبط بشكل آخر للتعبير والتمثيل، وهو الفن عموما الذي ظهر قبل الكتابة بزمن طويل، وكان وسيلة تعبير المجموعات البشرية في كل مكان من العالم القديم. فقد عبّرت الرسوم والنقوش الصخرية عن تسلسل عدة أفكار لدى انسان ما قبل التاريخ وفجر التاريخ، فهل يمكن أن يكون للكتابة الليبية في بلاد المغرب القديم أصلها في هذه الرسوم الصخرية التي تعد صحيفة يومية من صنع انسان ما قبل التاريخ؟ هذا ما سنحاول معالجته في هذا الموضوع الذي يهدف إلى معرفة مدى أصالة الكتابة الليبية وعدم ارتباطها بأبجديات أخرى من خلال مختلف النقوش الصخرية التي استقر أسلوبها في آخر مراحله على مبدأ التخطيط بقاعدة هندسية الأشكال، على غرار حروف الأبجدية الليبية. وحيث أننا سنتتبع في هذه الدراسة ماهية الكتابة الليبية أولا، ثم التوزيع الجغرافي للرسوم الصخرية المحتوية على الكتابات الليبية-البربرية ومحتواها، وكذا تأريخ الكتابة الليبية من خلال الفن الصخري، ثم نحاول معرفة مدى استمراريتها بمقارنتها بكتابة التيفيناغ، وذلك بتحديد أصل هذه الأخيرة واتجاه حروفها واستخدامها، اضافة إلى مناطق انتشار نقوشها ببلاد المغرب القديم، لنصل في الأخير إلى العلاقة التي تربط التيفيناغ بالكتابة الليبية. وهو ما أدى بنا إلى استنتاج أنه بفضل كون التشابه هو الصفة الغالبة على الكتابتين مهما بلغت الفروقات الصوتية، فإن انتشار الكتابة الليبية وحدها في كل بلاد المغرب القديم في شكلها التيفيناغي، يكشف عن أصالتها أولا، ثم عن شمولية هذه الكتابة لدى سكانها التي هي انعكاس لوحدة لغتهم الليبية.

الكلمات المفتاحية

بلاد المغرب القديم، الكتابة الليبية، النقوش الليبية-البربرية، الفن الصخري، التنيفيناغ.