مجلة المنهل
Volume 6, Numéro 1, Pages 207-236
2020-05-21
الكاتب : علي أسودي .
إنّ العصر العباسي الأوّل عاش الإزدهار والتطوّر لما توفّرت له من تفاعلات وتعارفات و تعایشات، فنظراً إلی مبدأ الاعتبار من التاریخ وبأنّ التاریخ یعید نفسه لو توفرت ظروف مماثلة، فإنّنا في العالم الإسلامي نعیش أجواء تنأی کل البعد عمّا یکون من حقّ المجتمع الإسلامي المتجهة نحو التکامل والتنامي ولیکون بحق«کنتم خیرَ أمّةٍ أُخرِجَت للنّاس ».فلم یحدث الازدهار في هذا العصر إلّا بعد الانفتاح والتفاعل الذین مرّ بهما العالم الإسلامي فساهمت العناصر الموجودة في المجتمع من شتّی العروق ولو لم تکن تلک المساهمات لما طرأت للثقافة الإسلامیة الازدهارت والتطورات المستجدة والبعیدة المدی حینذاک. إنّ الثقافات الوافدة في العصر العباسي الأول اندمجت بالثقافة الإسلامیة والعربیة وأثّرت فیها تأثیراً وأهمّ تلک الروافد التي طوّرت الثقافة الإسلامیة و زادت من طاقاتها الکامنة هي الثقافة الفارسیة. وحول الأثر الفارسي في مجال الأزیاء والملابس تتکاثر الملامح الدلالیة ملابس کالبرنکان والطیلسان والدواج والکرباس والسابري والقلنسوة و صار الارتداء بکل ملبس أمارة لمکانة الأشخاص الطبقیة في المجتمع ومهنتهم ودیاناتهم أحیاناً.
العصر العباسي،الأثر الفارسي،الملابس والأزیاء