تاريخ العلوم
Volume 2, Numéro 4, Pages 70-75
2016-06-15
الكاتب : أحمد كاس .
من الأمور التي مازالت خارج حيز التوثيق التاريخي الدقيق بداية الحركة الاستشراقية؛ إذ لا يعرف من هو أوّل من عني بالدراسات الاستشراقية، ولا في أيّ وقت كان ذلك. إلّا أنّ المؤكد أن بعض الرهبان والقساوسة الأوروبيين من أمثال جربير المعروف بسلفستر الثاني (930/1003م)، وبطرس المحترم(1092-1157م)، وجيرار دي كريمون (1114 /1184م) وغيرهم، ارتحلوا إلى بلاد الأندلس في الوقت الذي كانت فيه أهمّ حاضرة علمية إسلامية، فتعلّموا في مدارسها، وأتقنوا العربية، ووقفوا على القرآن الكريم وحاولوا ترجمته، كما حاولوا ترجمة نفائس المصنفات العربية، لأنّهم أدركوا أنّها السبيل الأقوم للخروج من دهاليز الظلام التي كانت تقبع فيها الممالك الأوروبية آنذاك. ولمّا عاد هؤلاء الرهبان إلى أوطانهم لم يتوانوا في نشر ما حصّلوه من ثقافة العرب، وما ترجموه من مؤلفاتهم. وتبع هذه الخطوة تأسيس معاهد وجامعات في أوروبا تعنى بالدراسات العربية، وقد اعتمدت هذه المراكز العلمية على المؤلفات العربية التي ترجمت إلى اللغة اللاتينية كمصدر أساسي للتعليم والتكوين لعدة قرون
إسهامات المستشرقين في التأليف المعجمي