مجلة عصور الجديدة
Volume 10, Numéro 1, Pages 105-121
2020-03-30
الكاتب : كرطالي أمين .
كثيرةٌ هي المعلومات التاريخيّة، و المظاهر والسُّلوكيات التي نستشفها من خلال قراءة كُتب الفتاوى والنّوازل الفقهية المغاربية التي تُعدُّ من المصادر التّاريخيّة الدّفينة. خُصوصا ما تعلق منها بالجانب المسكوت عنه في المصادر الأصيلة، على غرار قضايا المرأة. ومن بين المسائل التي يمكن أن نكتشفها من خلال هذا النّوع من الكتب والمصادر، قضيّة هروب بعض النّساء من أرياف وبوادي المغرب الأوسط إلى أرياف مجاورة أن صوب المُدن والتجمعات الحضرية خلال العصر الوسيط. وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عن الأسباب التي دفعت بهؤلاء النّساء إلى الفرار وأهمّ النَّتائج التي ترتّبت عن ذلك. إنّ قراءة نصوص النوازل الفقهية والتأمّل في الأسئلة التي عُرضت على الفقهاء ورجال الفتوى، تُتيح لنا إدراك بعض العوامل التي أدّت إلى هذه السّلوكيّات؛ فخلوّ البوادي والأرياف والمناطق الجبلية من مؤسَّسة قضائية نافذة، وخضوعها لأهواء شيوخ القبائل، إضافة إلى نظرة المجتمع الريفي للمرأة وحرمانها من كثير من حقوقها الشرعية كالميراث والزواج وخلع الزوج، دون أن نُغفل عامل الخوف من الفضيحة وذلك عندما تتورط بعض النساء في علاقات غير شرعية. كلّ هذه الأسباب جعلت بعض النساء يلجأن إلى المدن، وظهرت المرأة الطّارئة التي لم يجد الفقهاء مانعا من تزويجها إذا ما وجدت زوجا ورغبت فيه، وبعضهنَّ لم يحالفْهُنَّ الحظُّ فوقعن في يد عائلاتهنّ وهو ما كان يجعلهن عرضةً للقتل. فيما نجدُ أنّ أخريات منهنّ قدانجرفن في وحل الرذيلة وتمّ استغلالهنّ من طرف كثير من الفساق والفاسدين. الكلمات المفتاحية: المرأة الريفية؛ كتب النوازل؛ المغرب ال القضاء؛ هروب المرأة؛ هروب المرأة.
المرأة الريفية ; كتب النوازل ; المغرب الأ ; هروب المرأة
بوخاري رابح
.
دهينة نصيرة
.
ص 472-490.