مجلة علوم وتقنيات النشاط البدني الرياضي
Volume 2, Numéro 1, Pages 28-34
2010-06-30
الكاتب : حسام بشير .
يعتبر ميدان التربية الخاصة أو الإعاقة بشكل عام احد الميادين الحديثة التي لاقت اهتماما متزايد من قبل المختصين والعاملين في هذا المجال . وقد شهد تطور هذا الميدان انطلاقة قوية وسريعة نتيجة لعوامل ومتغيرات اجتماعية عديدة منها عوامل إنسانية وأخلاقية و خاصة نفسية فالإعاقة تجعل الإنسان مضطربا نفسيا وجسديا وذلك ما يزيد من تدهور حالته فيكتسب مع الزمن سمات كالحزن ، الشعور بالنقص وذلك لاختلافه عن غيره داخل الوسط الذي يعيش فيه فقد يجدانه غير مرغوب فيه بين أسرته حتى وإن بذلت الأسرة وكذالك مربيه داخل المركز ما بوسعهم من اجل إسعاده فهو يقرؤها على أساس الشفقة . هذه المشاكل النفسية لا بد لها من حل يخفف منها أو يقضي عليها تماما ومن بين هذه الحلول ممارسة مختلف الأنشطة الرياضية الترويحية . إن مشاركة المعاق في الأنشطة الرياضية الترويحية تعود عليه بالفائدة أول هاته الفوائد تنعكس على القدرة الحركية و الفسيولوجية ، وهذا بالطبع يساعد الشخص المعاق على مواجهة ظروف الحياة بأسلوب أسهل ، وكذلك إعطاء المعوق قدر لا بأس به من الثقة في النفس ويتوقف هذا على نوع النشاط وقدرة المعوق على النجاح فيه، لذلك من المهم أن يكون المربي واعيا لهذه النقطة فكما يقال في علم النفس " لا شيء ينجح مثل النجاح نفسه " لذلك على المربي أن يعطي المعوق قدرا من النشاط الذي يستطيع أن ينجح فيه . فالمعوق الذي يثق في نفسه يصبح عضوا فعالا في الدوائر الاجتماعية المحيطة به ، أول هذه الدوائر في العائلة تليها المدرسة ثم الحي ثم المجتمع بأكمله. وإذا تمكن المعوق بمساعدة مربيه من أن من جسده ويثق في نفسه ويصبح عضوا فعالا في مجتمعه فهناك عائد اقتصادي محلي وقومي على الأقل يقلل من اعتماده على المجتمع اعتمادا كليا حيث يمكنه أن يقوم بعمل ما ويستطيع أن يؤدي مهمة بنفسه وهكذا.... وفي وقتنا الحاضر ما فتئ الخبراء و الباحثون في ميدان الرياضة والترويح وغرهم يمدوننا بأحدث الطرق و المناهج الترويحية ، مستندين في ذلك إلى جملة من العلوم والأبحاث الميدانية التي جعلت الفرد الممارس لنشاطه موضوعا لها، هذا ما جعل الدول المتقدمة تشهد تطورا مذهلا في مجال الترويح من أجل ذلك يأخذ الترويح قيمة وأهمية في الحياة المجتمعات الحديثة ، وفي مخططاتها لمستقبل أفضل . إن النشاط البدني الرياضي الترويحي يعد وسيلة ناجحة للترويح النفسي للمعاق فهو يكتسب خبرات تساعده على التمتع بالحياة والتخلص من عقدة الشعور بالنقص والتخفيف من حدة درجة العقل ويتعدى أثر المهارات الترويحية إلى الاستمتاع بوقت الفراغ في تنمية الثقة بالنفس والاعتماد على ذات الروح الرياضية والعمل والصداقات تخرجه من عزلته وتدمجه وفي المجتمع ، فيجب إعطاء الأهمية الكبيرة للنشاط البدني الرياضي الترويحي وذلك للدور الذي يمكن أن يلعبه في التغلب على المشاكل النفسية . وإحساسا من الباحث بأهمية هذا الجانب ، جعلنا نتطرق إلى هذا البحث و الذي يتناول أهمية ممارسة النشاط البدني الرياضي الترويحي في التقليل من المشاكل النفسية عند الرياضي المعاق فهو موضوع يكتسي أهمية بالغة وذلك لإعطاء المعوق حقه كباقي الأسوياء والتغلب على مشاكله النفسية . يقصد بالمعوقين الأشخاص الذين لهم قصور نتيجة مرض عضوي أو حسي أو عقلي أو حركي ، حيث قد يرجع ذلك إلى أسباب وراثية أو مكتسبة كما قد يحدث نتيجة أمراض أو حوادث مما يعجز الفرد على أداء متطلباته الأساسية مما يؤثر على نموه الطبيعي أو قدرته على التعليم أو مزاولة العمل أو تكيفه الاجتماعي . تنتج الإعاقة آثارا نفسية قد تحدث تغييرات كبيرة في شخصية الفرد لذلك يجب توفير الرعاية النفسية المناسبة للمعاقين ، و بالطبع يوجد اختلاف بين المعاقين في تقبلهم الإعاقة ، كما قد تبرز لديهم سمات شخصية معينة بصورة واضحة مثل : التبعية أو القلق الشديد وضعف الثقة في النفس ..... ، وهذه السمات تنشأ من الإحباط المتكرر و الفشل في مواجهة متطلبات الحياة بصورة عادية كما قد يلجأ بعض المعاقين إلى الحد من النكوص ، ومحاولة التعويض و اندماجه ضمن الجماعة . إن المدرسة و الأسرة يقدمان العون للمعوق للتخلص من هذه المشاكل كالانتفاع بكل أوقاته حتى لا يصبح خاملا ، أو يحيد عن الطريق السوي فيفسد ، وتقدر المجتمعات الناهضة في هذا الاتجاه فتهتم بالأوقات الحرة و إلحاقها بالترويح. يرى "جون ديوي" أن الترويح يعد نشاطا هاما وبناءا إذ يساهم في تنمية المهارات و القيم و الاتجاهات التربوية و المعرفية لدى الفرد الممارس لنشاطاته ، ومن ثمة فإنه يسهم في تنمية و تطوير شخصية الفرد . إن للنشاط الرياضي الترويحي أهمية و أثر على نفسية المعوق من خلال تنمية كفاءاته وتحسين مردوده من خلال التخلص من المشاكل النفسية ، ويهدف إلى توجيه المعوقين بهدف الارتقاء بقدراتهم في مواجهة المشكلات ، بالرجوع إلى العقبات التي قد تعترضهم كما يساعدهم على اكتساب خبرات و أنماط سلوكية حميدة ، و التمسك بالعادات الحسنة، ونمو العلاقات الاجتماعية الطيبة. ومن خلال دراساتنا الاستطلاعية ، وزياراتنا الميدانية لعدد من المراكز الخاصة بالمعاقين حركيا ، وملاحظاتنا لواقع النشاط الرياضي الترويحي داخل هذه المراكز ، لاحظنا إهمالا لرعاية هذا الجانب ، فممارستهم للنشاط الرياضي يكاد يكون منعدما وهذا راجع إلى القائمين على رعاية هذه المراكز الذين ليست لديهم دراية بأهمية النشاط الرياضي الترويحي .
النشاط الرياضي الترويحي - المشاكل النفسية - المعاق حركيا
يونسي حسين
.
بن عبد الله عبد القادر
.
ص 345-358.
يونسي حسين
.
بن عبد الله عبد القادر
.
ص 159-170.
رشيد بن دغفل
.
رابح صغيري
.
ص 128-141.
طيبي أحمد .
.
عدّة بن علي .
.
شنوف خالد .
.
ص 30-45.